من أجل استعادة أمجاد جيل «بوشكاش».. المجر على موعد مع التاريخ اليوم أمام إيطاليا

سيكون المنتخب المجري على موعد مع التاريخ اليوم الاثنين حينما تطأ أقدام لاعبيه أرض ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة بودابست، وهم في كامل جاهزيتهم لاستعادة بريق جيل يحمل الملعب، الذي سيخوضون عليه مباراتهم الأخيرة بدور المجموعات من دوري الأمم الأوروبية ضد إيطاليا، اسم أسطورته التاريخية.

وستواجه المجر إيطاليا في بودابست لحسم البطاقة الثالثة من المربع الذهبي لدوري الأمم الأوروبية في نسخته الثالثة.

أمجاد الماضي

وذاع صيت المجر في خمسينات القرن الماضي، بقيادة نجمها التاريخي فيرينتس بوشكاش، وبلغت حينها المباراة النهائية لمونديال سويسرا عام 1954، قبل أن تخسر النهائي أمام ألمانيا الغربية، في مباراة درامية انتهت بفوز الألمان بنتيجة 3-2، وصفتها الصحافة الألمانية وقتها بأنها 'معجزة بيرن'، نسبةً إلى العاصمة السويسرية التي شهدت المباراة النهائية للبطولة.

وكان هذا ثاني نهائي للمونديال تلعبه المجر بعد نهائي مونديال فرنسا عام 1938، الذي خسرته أمام إيطاليا وقتها.

وخلال تلك الحقبة من الزمن، بلغ المنتخب الهنجاري الدور ربع النهائي لكأس العالم في نسختي 1962 و1966، قبل أن يأفل بريق المنتخب المجري ويختفي بصورةٍ واضحةٍ، مع غياب متكرر عن كأس العالم منذ نسخة المكسيك عام 1986.

غياب عن المشهد

ولم يبلغ المنتخب المجري المربع الذهبي لأي بطولة دولية منذ نصف قرن من الزمن، وتحديدًا منذ عام 1972، حينما تواجد في المربع الذهبي ليورو 1972 في بلجيكا، حينما احتل المركز الرابع في البطولة.

ومن بعدها غاب عن المشاركة في كأس الأمم الأوروبية، ولم يظهر مجددًا إلا مؤخرًا في نسخة 2016، حينما بلغ الدور الثاني، إلا أنه ودّع أمام المنتخب البلجيكي برباعية نظيفة، في حين أُقصى من الدور الأول في النسخة الماضية من البطولة.

واليوم يقف المنتخب المجري على بعد خطوة واحدة من بلوغ المربع الذهبي لبطولة دولية لأول مرة منذ عام 1972، وسيكون التعادل خلال تلك المباراة كافيًا لكتابة الإنجاز.

مسيرة رائعة

وتتصدر المجر ترتيب المجموعة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية برصيد 10 نقاط، ثم تأتي إيطاليا ثانيةً برصيد 8 نقاط، فيما تأتي ألمانيا ثالثة بـ6 نقاط، فيما تذيلت إنجلترا ترتيب المجموعة برصيد نقطتين فقط، وهبطت إلى الدرجة الثانية من البطولة.

وخاضت المجر مسيرة رائعة على مدار البطولة رغم صعوبة المجموعة، التي وُصفت بـ'الحديدية'، فبدأت مشوارها بانتصار على إنجلترا بهدف نظيف، ثم تكبدت الخسارة الوحيدة في البطولة، أمام إيطاليا بهدفٍ لاثنين في الجولة الثانية.

وفي الجولة الثالثة، تعادل المنتخب المجري على أرضه أمام نظيره الألماني بهدفٍ لمثله.

في ذلك التوقيت كان أقصى أماني المجريين تجنب الهبوط للدرجة الثانية، خاصةً أنه مقبلٌ على مباراتين خارج الديار أمام إنجلترا وألمانيا.

لكن ما حدث فاق جميع التوقعات، فقد هزم المنتخب المجري نظيره الإنجليزي في معقله برباعية نظيفة مذهلة، ثم انتصر يوم الجمعة الماضية في الجولة الخامسة على منتخب ألمانيا في معقله بهدفٍ نظيفٍ، ليجعل الحلم بعيد المنال أقرب المنى للتحقق، والتعادل فقط على ملعبه أمام إيطاليا سيكون كافيًا لكتابة التاريخ لهذا الجيل من المنتخب المجري.

المجر تفوز على ألمانيا بهدف في دوري الأمم الأوروبية