من الاتهام بـ القتل العمد إلى البراءة .. التفاصيل الكاملة لـ واقعة «فتاة العياط».. قرار تاريخي للنائب العام يسدل الستار.. وترحيب مجتمعي
كتب: أنس سمير
أسدل النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، الستار على قضية «فتاة العياط»، ببيان أكد فيه أنه لا وجه لإقامة الدعوي الجنائية قبل أميرة أحمد عبد الله، كونها كانت تدافع عن عرضها، ليلقى هذا القرار ترحيبا واسعا من كافة فئات المجتمع، كونه يعد انتصارا للإنسانية والمرأة المصرية.
البداية من حديقة الحيوان وسرقة التليفون
لم تكن أميرة أحمد، المعروفة إعلاميا بفتاة العياط، تعرف أن مجرد محاولتها البحث عن هاتفها المحمول الذي سرق منها بحديقة الحيوان بالجيزة، يوم 14 يوليو الماضي، ستقودها إلى محاولة للاعتداء عليها في صحراء جرداء، فتفضل الدفاع عن عرضها وتقتل الجاني في مشهد سينمائي من الدرجة الأولى.
تواصل «مهند» مع فتاة العياط وقفا لحديثها مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد وأخبرها أن هاتفها بحوزته، وطلبها بمقابلته بمدينة «برمشت» كي تحصل عليه، وتواصل معها بعدما استقلت سيارة، وطلب منها التحدث مع السائق، وحينما وصلت إلى إحدة محطات تموين الوقود وجدته بسيارته، لتستقل سيارته بعدما أخبرها أنه سيمنحها الهاتف.
وتضيف «بعدما ركبت السيارة معاه، قالي أن صديقيه وائل وإبراهيم أخذا التليفون، فسألته لماذا طلبت مني استقلال سيارتك، كنا سنذهب إلى أصدقائي للحصول على الهاتف، وطالما لم أجدهما هوصلك لعربية توديكي الفيوم».
غدر على الطريق الصحراوي
تستكمل فتاة العياط حديثها «حينما وصلنا إلى الطريق الصحراوي حاول التحرض بي، فصرخت، ودخل إلى الجبل وأخرج سكينا وخيرني بين الرضوخ له أو الموت، فتظاهرات بالموافقة وطالبته بإبعاد السكين، ولما نزل من العربية فتحت باب السيارة وخطفت السكين وحينما أقدم نحوي طعنته، فوضع يده على الدم وأقدم نحوي فطعنته أكثر كلما اقترب مني، وجريت في الجبل لمدة ربع ساعة، حتى وصلت إلى طريق ووقعت في الأرضي، ووجدني شخصين، فأخبرتهما أنني قتلت الشاب اللي خطفني»
وتابعت «الشخصان أوصلاني إلى مسجد حيث قابلني شخص يدعى عمو حكيم فتواصل مع والدي فجاء لي وبعدما عرف والدي القصة توجهنا إلى قسم الشرطة العياط للإبلاغ عن الواقعة».
حبس على ذمة التحقيقات
بعد يوم واحد من توجهها إلى قسم شرطة العياط، وبالتحديد يوم 15 يوليو، قرت النيابة حبس فتاة العياط 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعدما نسبت إليها تهمة القتل العمد للشاب الذي حاول الاعتداء عليها.
تجديد حبس فتاة العياط
في 28 أغسطس قررت محكمة جنايات الجيزة قبول استئناف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيل، وتجديد حبسها 30 يوما على ذمة التحقيقات.
تسليم فتاة العياط لـ ولي أمرها
في الخامس من نوفمبر الجاري، قررت محكمة الطفل تسليم فتاة العياط، إلى لوالدها دون ضمانات، ليعود إليها مرة أخرى الأمل.
قرار تاريخي من النائب العام
استقبل أمس الثلاثاء، جميع المصريين قرار النائب العام بعدم وجود وجه لإقامة الدعوى ضدها بترحيب وإشادة واسعة.
وأمر وأمر النائب العام بألا وجه لإقامة الدعوي الجنائية قبل أميرة أحمد عبدالله، «فتاة العياط» لوجودها في حالة دفاع شرعي عن عرضها.
وذكر بيان للنائب العام أن تحقيقات النيابة العامة كشفت عن تفصيلات الواقعة التي جرت يوم الثاني عشر من يوليو عام ۲۰۱۹، عندما انتهى لقاء المجني عليها بصديق لها وآخر بحديقة الحيوان واستقلوا حافلة إلى منطقة المنيب، حيث غادرها مرافقاها ليستقلا حافلة أخرى يعرفان سائقها الأمير فهد زهران عبد الستار؛ ذلك السائق الذي استغل لحظات ترجل صديقها من الحافلة بموضع بالطريق تارگا هاتفه المحمول؛ ليجيب على اتصال من المجني عليها – واقفا منه على رقم هاتفها – أخبرها خلاله بعثوره على الهاتف وبتواجده بمركز العياط وأن بإمكانها استلامه منه هناك، فعاودت الاتصال بصديقها مرات دون رد منه ولذلك استقلت حافلة إلى مركز العياط لاستلامه، و في طريقها هاتفها السائق من هاتف نجل عمه ووصف لسائق حافلتها الطريق إلى محطة وقود بالعياط للقائها فيها..
وتابع البيان «وما أن وصلت إليها والتقته حتى زعم بأن صاحب الهاتف قد تسلمه قبيل وصولها مباشرة، فصدقت زعمه وطلبت منه إيصالها إلى أقرب مكان تستقل منه حافلة إلى مسكنها بالفيوم لنفاد مالها، فوجد في طلبها فرصة سانحة للوصول لمبتغاه؛ فعرض عليها أن يقلها إلى مسكنها بالفيوم؛ فما فطنت لسوء نواياه واستقلت الحافلة معه حتى توقف بها بمنطقة نائية وراودها عن نفسها؛ فلما رفضت ضرب وجهها وأشهر سکینا وهددها به؛ فأوهمته بالقبول وطلبت منه إبعاد السكين لثمگه من نفسها، فتر که وترجل متوجها إليها، وقبل وصوله استلت السكين وعاجلته بطعنة برقبته؛ فخلع قميصه ليحبس به نزف دمائه واستكمل محاولاته للنيل منها؛ فانهالت على جسده بطعنات أصابت صدره ومواضع أخرى بجسده، حتى أيقنت خلاصها منه، وانطلقت تبحث عن الطريق حتى أبصرت مزارعين أعاناها على الوصول إلى عامل مسجد مكنها من الاتصال بوالدها؛ لتبلغ الشرطة».
وكانت النيابة العامة قد عاينت مكان الواقعة وتبين أنها بمنطقة صحراوية نائية بجبل طهما؛ وسألت المزارعين وعامل المسجد ومن تواجدوا بمحطة الوقود وقت لقاء المجني عليها بالمتوفى ومن بينهم نجل عم الأخير وسائق الحافلة التي أقلتها إلى تلك المحطة، إذ أدلوا بتفصيلات عن الواقعة لم تخالف ما كشفت عنه مشاهدة النيابة العامة لتسجيلات آلات المراقبة الخاصة بالمحطة من استقلال المجني عليها سيارة المتوفي رفقته
كما أمرت بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المتوفي والتي أثبتت أن وفاته حدثت من الإصابات الطعنية بالعنق والصدر، وأن الواقعة تحدث وفق التصوير الذي كشفت عنه التحقيقات، وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث والتي أجراها رئيس مباحث مركز العياط وتأكد من خلالها من صحة رواية المجني عليها بشأن قتلها من توفي دفاعا عن نفسها، واستعلمت النيابة العامة عن السجلات الخاصة بالخطوط الهاتفية التي جرت عبرها المحادثات المتعلقة بالواقعة والتي جاءت متفقة وما أدلى به شهودها وقررته المجني عليها. واستجوبت النيابة العامة صديق المجني عليها ومن رافقه، فقرر صديقها بترجله من الحافلة قيادة من توفي وترکه هاتفه المحمول بها، وحال عودته إليها أبصره يتحدث عبر هاتفه مع المجني عليها غير أنه لم يكترث لذلك، وأن انشغاله بمرض والدته منعه من الرد على اتصالاتها التالية.
النائب العام يطالب فتاة العياط بالسلوك القويم
وأهابت النيابة العامة بالمجني عليها التزام السلوك القويم، وعدم إيراد نفسها موارد المخاطر والشبهات.
كما أهابت بكل أب وأم أو ولي أمر أن پراعوا أبناءهم، وأن يضعوا أمنهم وحمايتهم نصب أعينهم، وأن يعظموا في أنفس فتياتهم وفتيانهم البعد عن مواطن المخاطر، بأن يفطنوا لخداع شرار الناس، وبأن يجعلوا الكياسة لتصرفاتهم أساس؛ فإن الوقاية من الخطر خير من علاج نتائجه بعد وقوعه.
قرار تاريخي وإنساني
وجهت دينا المقدم، محامية فتاة العياط، الشكر إلى المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بعد بيانه الذي أكد فيه أن أميرة أحمد عبد الله «فتاة العياط»، كانت في حالة دفاع شرعي عن العرض، حينما قتلت الشخص الذي حاول الاعتداء عليها.
وقالت المقدم خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد «قرار النائب العام يمثل روح القانون، وتحكيم للإنسانية، حيث راعى الطفلة وموقفها ووضعها وقت الاعتداء عليها ومحاولة ابتزازها»، مؤكدا أن النائب العام أمر بانعدام الدعوى المقدمة ضد موكلتي وهو ما يعني براءتها وليس حفظ القضية كما ردد البعض، معلقا «قرار النائب العام تاريخي ويحترم الإنسانية ويحافظ على العرض والشرف الكرامة».
وتابعت «أميرة لم تغير أقوالها منذ أن توجهت إلى مركز الشرطة بعد الواقعة، كونها لا تكذب، وأقوال الشهود وتقرير الطب الشرعي جاء مطابقة لأقوالها».
وأردفت «رغم كافة التشكيكات كنت مؤمنة ببراءة أميرة، وهذا القرار يؤكد أننا تحت مظلة قضائية عادلة إنسانية، تحترم نساء الوطن، وأفضل توقع بالنسبة لي كان الحكم عليها بعام مع إيقاف التنفيذ».
واختتمت «قرار النائب العام تاريخي ويخص كل أنثى بمصر، لكن القرار لا يؤحذ ذريعة لقتل كل من يقترب من أي فتاة، أميرة كان لها وضع خاص، بوجودها في صحراء».