من هو حسن بن الصباح مؤسسة حركة الحشاشين؟.. القصة الكاملة
تصدر اسم الفنان كريم عبد العزيز، الكلمات الأكثر بحثًا على موقع جوجل، منذ طرح البرومو الدعائي لمسلسل «الحشاشين»، والذي ينافس به في موسم دراما رمضان 2024، محققًا ردود أفعال ايجابية حول العمل الدرامي الضخم الذي يشهد قصة حقيقية لـ حسن الصباح مؤسس طائفة «الحشاشون»، وهي حركة تقوم باغتيالات لرموز وشخصيات في التاريخ الإسلامي والمسيحي.
ويتناول مسلسل «الحشاشين»، والذي قام بإعادة صياغة القصة الحقيقية المؤلف الكبير عبد الرحيم كمال، ظهور هذه الطائفة ومؤسسها حسن الصباح والذي يجسد شخصيته الفنان كريم عبد العزيز، في إطار من الإثارة والتشويق الذي يتميز به المخرج بيتر ميمي.
View this post on Instagram
حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين
يعتبر حسن الصباح، الملقب بـ «سيد الجبل أو الشيخ»، من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، مؤسس طائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية، وكان يطلق عليها أيضًا طائفة الدعوة الجديدة أو الحشاشين، وفقًا للتسمية الأوروبية.ذهب حسن الصباح، إلى مصر سنة 471هـ / 1078م، في عهد المستنصر بالله الفاطمي، وعاد فيما بعد لنشر رسالته في بلاد فارس واستولى على قلعة ألموت التي أصبحت قلعته المحصنة ومقر حكمه.
طائفة الحشاشون
الحشاشون هم طائفة نزارية إسماعيلية انفصلت عن السلالة الفاطمية في نهاية القرن الخامس لتتبع إمامة نزار المصطفى لدين الله وأحفاده، وقد ذاع صيتهم في القرن الخامس والسابع الهجري، الموافق القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلادي، وكانت قاعدتهم الأساسية في بلاد فارس.ونفذ الحشاشين القتلة هجماتهم في أماكن عامة، حيث يمكن للجميع رؤيتهم، وبثوا الرعب في قلوب العامة والخاصة، ونفذ القتلة عدة عمليات ضد رموز وزعماء مهمين من المسلمين والمسيحيين، ومن أشهر العمليات المركيز الصليبي كونراد مونفيراتو ملك بيت المقدس سنة 1192 م، لقد تسلل قتلته إلى هناك شخص متنكرًا في ملابس راهب مسيحي.
نشأة حسن الصباح
ولد حسن الصباح بالري سنة 430 هـ الموافق 1037 م، ويقول بعض المؤرخين إنه ولد في قم، معقل الشيعة الاثني عشر، ونشأ هناك على أنه عضو في الاثني عشرية، وانتقلت عائلته لاحقاً إلى الري، مركز النشاط الإسماعيلي، واختار المسار الإسماعيلي الفاطمي في سن السابعة عشرة من عمره.واصل حسن قراءة الكتب الإسماعيلية ثم التقى بمدرس إسماعيلي آخر علمه اللغة الإسماعيلية حتى اقتنع بها، وكل ما استطاع فعله هو أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي، ولكنه أدى هذا القسم بحضور المبشرين الإسماعيليين، ممثلي عبد الملك بن عطاش، كبيرة المبشرين الإسماعيليين الرئيسيين في غرب إيران والعراق.
وفي أوائل صيف عام 1072، عندما وصل عبد الملك بن عطاش إلى مدينة الرى، التقى به حسن الصباح ووافق بعد ذلك على انضمامه إلى الطائفة، وكلفه بمهمة محددة في مهمته بالدعوة، وطلب منه الذهاب إلى مصر، ليسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.
حسن الصباح في مصر
ومكث حسن الصباح في مصر نحو ثلاث سنوات بين القاهرة والإسكندرية، ثم اختلف بعد ذلك مع القائد العسكري بدر الدين الجمالي الذي سجنه، وطرده ويقال إنه تم نفيه وأجبره على مغادرة مصر، على متن مركب للأفرنج وأبحروا إلى شمال أفريقيا، لكن السفينة غرقت في الطريق، فنجا حسن ونقل إلى سوريا، حيث ترك السفينة وتوجه إلى بغداد، ومنها عاد إلى أصفهان.لم يكن همّ حسن الصباح الوحيد خلال أسفاره نشر رسالته وكسب الأتباع فحسب، بل كان أيضًا إيجاد مكان مناسب يحميه من الاضطهاد وملاحقـة السلاجقة ويقيم خطبته هناك، وكانت الفكرة هي جعله قاعدة لنشر الأفكار، وأراد أن يغادر المدينة بسبب انعدام الأمن ولم يجد شيئًا أفضل من قلعة ألموت المنيعة، وتم بناء القلعة بحيث يمر عبرها طريق واحد فقط متعرج على طول منحدر اصطناعي- «المنحدر الطبيعي خطير حيث يوجد العديد من الصخور شديدة الانحدار» فمحاولة دخول الحصن خطيرة، لذا يرجى توخي الحذر.
حسن الصباح وقلعة ألموت
وظل حسن الصباح في قلعة ألموت ولم يغادر منها قرابة 35 عامًا حتى وفاته، كان يقضي معظم وقته في مراسلة الدعاة وقراءة الكتب وإعداد الخطط الخداعية، لأنه كان يهتم بجذب أتباع جُدد لطائفة الحشاشين من أجل الاستيلاء على قلاع آخرى، ولذلك استمر في إرسال الدعاة إلى القرى القريبة من رودبار والميليشيات للاستيلاء على القلاع من خلال تكتيكات وخدع الدعوة.وبعد وفاة المستنصر بالله، سنة 487هـ/1094م، قام رئيس الوزراء بدر الدين الجمالي بتعيين المستعلي الابن الأصغر للمستنصر «ابن شقيقة الوزير»، وطلب إقالة ابنه الأكبر ولي العهد الأمير نزار من منصبه، وهكذا انقسمت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.
وانشق حسـن الصباح عن الدولة الفاطمية من أجل الدعوة إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله وذريته، حيث كان مجـرد ممثل لقادة مصر الفاطميين ونائبًا لعبد الملك بن عطاش وخليفته، وجعل قلعة آلموت في مدينة ردبار بالقرب من نهر شاه ورد في بلاد فارس، مركزًا لنشر دعوته وتقوية أركان أمته ودولته.