ننشر كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي في سوتشي
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي الروسية بحضور وفدين من البلدين.
وعقدا الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب المباحثات، وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر:
فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"،
السيدات والسادة،
أود بدايةً أن أشكر مُجدداً ، صديقي العزيزالرئيس "بوتين" ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، خلال هذه الزيارة المهمة ، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة .. التي تربط بين مصر وروسيا.
ويسرنى هنا ، أن أؤكد لكم بالغ سعادتى ، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ، على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذى أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة ، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا ، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية .. وشراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الى اتفاقي مع الرئيس بوتين ، على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
السيدات والسادة،
وكما تتعاون مصر وروسيا ، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما ، فإن التنسيق بيننا يمتد ، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب .. وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق ، تطرقنا الى القضية الفلسطينية ، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا ، بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية .. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا ، فقد تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني ، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وحَرِصتُ في هذا الإطار ، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي .. أو دولي.
كما اتفقتُ مع فخامة الرئيس "بوتين" ، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة ، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب ، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين ، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى ، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول ، وأكدنا كذلك ، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها ، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المعنية ، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال ، باعتبار البلدين شريكين تقليديين ، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة ، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة ، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والنجاحات الفائقة التي حققتها ، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
فخامة الرئيس،
فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"،
السيدات والسادة،
أود بدايةً أن أشكر مُجدداً ، صديقي العزيزالرئيس "بوتين" ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، خلال هذه الزيارة المهمة ، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة .. التي تربط بين مصر وروسيا.
ويسرنى هنا ، أن أؤكد لكم بالغ سعادتى ، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ، على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذى أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة ، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا ، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية .. وشراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الى اتفاقي مع الرئيس بوتين ، على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
السيدات والسادة،
وكما تتعاون مصر وروسيا ، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما ، فإن التنسيق بيننا يمتد ، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب .. وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق ، تطرقنا الى القضية الفلسطينية ، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا ، بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية .. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا ، فقد تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني ، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وحَرِصتُ في هذا الإطار ، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي .. أو دولي.
كما اتفقتُ مع فخامة الرئيس "بوتين" ، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة ، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب ، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين ، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى ، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول ، وأكدنا كذلك ، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها ، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المعنية ، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال ، باعتبار البلدين شريكين تقليديين ، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة ، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة ، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والنجاحات الفائقة التي حققتها ، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
فخامة الرئيس،
السيدات والسادة،
مرة أخرى ، أجدد شكري للرئيس بوتين ، على دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا ، باسمي وباسم الشعب المصري ، وأؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين ، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة ، بما يلبي تطلعات شعبينا .. نحو الاستقرار والتنمية.
شكراً جزيلاً."
مرة أخرى ، أجدد شكري للرئيس بوتين ، على دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا ، باسمي وباسم الشعب المصري ، وأؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين ، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة ، بما يلبي تطلعات شعبينا .. نحو الاستقرار والتنمية.
شكراً جزيلاً."