نيران منتصف الليل تشتعل على ضفاف النيل في مصر القديمة.. ماذا حدث؟

لم يكن ليل القاهرة هادئًا كما اعتاد، ففي قلب مصر القديمة، وعلى امتداد كورنيش النيل، انبعث ضوء غريب من بين أشجار النخيل، تلته رائحة احتراق نفاذة، وسرعان ما تحوّلت السكينة إلى فوضى.. ألسنة اللهب راحت تلتهم كل ما يعترض طريقها من هيش وأعشاب يابسة، لتُعلن بداية ليلة عصيبة عاشها الأهالي ورجال الحماية المدنية.
الساعة تجاوزت الثانية عشر بقليل، حين لاحظ عدد من المواطنين اشتعال النيران في مساحة واسعة من الهيش والنخيل، على مقربة من المراكب النيلية، وسرعان ما انتقلت النيران بسرعة بفعل الرياح، مهددة بالامتداد إلى المناطق المجاورة.
بلاغات عدة وردت إلى غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، وعلى الفور، تحركت قوات الإطفاء تحت إشراف اللواء جمال ياسين، وتم الدفع بعدد من سيارات الحماية المدنية إلى موقع الحريق.
ضوء برتقالي بدأ يظهر وسط الأشجار.. نار صغيرة في البداية، ثم في ثوانٍ تحولت إلى كتلة من اللهب، تلتهم الهيش والنخيل في مشهد مرعب، كأن النهر نفسه اشتعل.
صرخات، واتصالات، وأيادٍ تلوّح من بعيد لطلب النجدة. الدخان كان كثيف، والرائحة خانقة، والحرارة بدأت تلسع الهواء.
لم تمر دقائق حتى كانت صفارات عربات الإطفاء تمزق صمت الليل. رجال الحماية المدنية وصلوا، والكل في حالة استنفار. السيارات تحاصر النار، وخراطيم المياه تعمل بكل طاقتها، والوقت يمر كأنه ساعات.
النار كانت قريبة من المراكب.. قريبة من البيوت.. لكن العناية الإلهية وتدخل فرق الإطفاء أنقذت الموقف قبل أن يتحول إلى كارثة.
وبعد معركة استمرت لأكثر من ساعة، أُخمدت النيران، لا ضحايا، ولا إصابات، فقط نخيل محترق وأرض سوداء ورائحة دخان عالقة في المكان.
وبينما كانت سيارات الإطفاء تنتهي من عملية التبريد، كانت جهات التحقيق تبدأ أولى خطواتها في محاولة كشف لغز الحريق المفاجئ.