النيابة تكشف ملاحقة قاتل طالبة المنصورة لـ نيرة أشرف 3 سنوات: يا أسفاه على فقيدة
استهلت النيابة العامة برئاسة المستشار بدر مروان، رئيس النيابة بمكتب النائب العام، خلال مرافعته في قضية نيرة أشرف مقتل طالبة المنصورة، قبل أن تحيل محكمة الجنايات أوراق القضية لمفتي الجمهورية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.
وقال ممثل النيابة العامة في مرافعتها، إنها جاءت ممثلة عن المجتمع بأسره الذي هم شهود على الواقعة، مقتل الطالبة نيرة أشرف البشعة الذي كان القتل فيها فظيع والموت سريع، قائلا: «جئناكم اليوم بالنيابة عن المصريين للمطالبة بالقصاص العادل لمقتل فتاة جامعية رقيقة».
وعن تفاصيل الطالبة نيرة أشرف وحياتها قبل مقتلها على يد المتهم محمد عادل محمد إسماعيل، كانت طالبة جامعية سماتها التطلع والطموح والثقة بالنفس والاعتماد على الذات، مقيمة مع أسرتها في مدينة المحلة، مشيرا إلى أن أسرة المجني عليها قدمت إليها الدعم والحرية للاعتماد على حالها، فعملت في شركة بالقاهرة بالتزامن مع دراستها في كلية الآداب بجامعة المنصورة، لتنفق على نفسها دون مساعدة من أهلها.
وأكد ممثل النيابة العامة في مرافعته، أن نيرة أشرف ظلت تتنقل ما بين محل مسكنها مع أهلها في المحلة وجامعتها في المنصورة وعملها في القاهرة، وبحكم ذلك تعددت علاقتها الاجتماعية وتعاملت مع الكثيرين دون شبة أو فعل يمس فعلتها بخلاف ما ادعى المتهم واتهمها في شرفها دون حق، «عمل المرأة لا يعيبها أو يقل من شأنها أو يحط من كرامتها».
وبالنسبة لمعرفة المتهم بنيرة أرف، أشار ممثل النيابة العامة، إلى أنه عمل في الجامعة على جمع الأبحاث ومساعدة طلاب الجامعة وذات يوم تعرف على نيرة أشرف حينما كانت ترغب في الحصول على بعض الأبحاث.
ونوهت النيابة العامة إلى أن المتهم افتن بحبه لنيرة أشرف وتخيل أنها فتاة أحلامه الذي تمناها فكان له سبيل وحيد للتعرف عليها من خلال طبيعة عمله في جمع أبحاث طالبات كلية الآداب في جامعة المنصورة، وبعد محاولات عدة تحدث إليها ونشأت بينهما زمالة في محيط الدراسة فقط، ورغب في التقرب إلى نيرة أشرف فتودد إليها وأعد لها الأبحاث الدراسية وتكونت بينهما صداقة دون تجاوز أي حدود، فيما تعاملت المجني عليها بحسن النية المعهودة بين أصدقاء الجامعة دون أي تفكير عاطفي تجاهه.
وأكد ممثل النيابة العامة، أن المتهم يلاحق المجني عليها وبدأت في مهاتفتها كثيرًا من أجل التقرب منها بحجة الأبحاث والدراسة لكنها حظرت مكالماته، وبحث عنها على الفيس بوك وراسلها لكنها كانت ترد في حدود الصداقة بينهما دون إطالة أو تقرب، وتعامل بأنانية مفرطة وخيال فاسد وظن أنها بردها في حدود الزمالة أنها تبادله الإعجاب وأوهم نفسه كذبًا وبهتانًا بهذا الأمر.
وأوضح ممثل النيابة العامة أن المتهم كان بداخله حب شديد لنيرة دون تبادل منها لكن حب التملك والميل العنيف للاستحواذ جعله يفرض نفسه عليها ويلاحقها في كل مكان تتواجد فيه، وامتهن مهنة الطبخ، واستمر مع العمل في جمع أبحاث الطلاب، في ملاحقة الفتاة لنحو 3 سنوات، وصل به الأمر للومها بسبب عملها في القاهرة وترك الدراسة في المنصورة والاعتماد على التواجد في أيام الامتحانات فقط، وحينما أجابته باستمرارها في العمل بالقاهرة سافر إليها وحاول البحث عنها من الجديد لكن لم يجدها.
وتابع ممثل النيابة العامة: على الرغم من الرفض المستمر من نيرة أشرف إلى أنه ظل يلاحقها، فيما أعلنت الضحية أن يبعد عنها ويكف عن ملاحقتها لكنه استمر وطلب خطبتها من أهلها فرفضته دون تفكير. وأشار ممثل النيابة العامة، إلى أن العلاقة التي ادعاها المتهم كانت مجرد وهم في خياله وحاول أن يصوره في صورة غير حقيقية بأنها تبادله نفس الشعور، مؤكدا أنها استمعت لأقوال الشهود من صديقات المتهمة ومحادثات صوتية تثبت أن العلاقة مجرد وهم من القاتل.
وطالبت النيابة العامة في مرافعتها بتوقيع أقصي عقوبة على المتهم بالإعدام شنقا، مشيرا إلى أن المتهم إن المتهم قام بخيال أناني فاسد، ظن أنها تبادله الشعور والإعجاب وأوهم نفسه كذبا وبهتانا بهذا الأمر، أعتقد أن مجرد تبادل الحديث معها هو أمر تجاوز حد الزمالة بينهما.
وقالت النيابة العامة، إن المتهم لم يتوقف عند هذا الحد بل تمادى في الفكر واستمر في التقرب والتودد لنيرة التي لم يكن أمام ناظرها من أساس، معلقة: نقول للمتهم والله ما أهانك وأذلك إلا نفسك، واعتقادك الفاسد وأنانيتك المفرطة، وهنا تخشى الأم على ابنتها أن احذري يا ابنتي أن ينفذ تهديده ووعيده، فتجيبها ابنتها ألا تخافي يا أماه.
وتابعت النيابة أن نيرة طمأنت أمها وذويها بينما كان الخوف يملأ جنباتها، أخفت الرعب والفزع الذي ملأ قلبها وعقلها فاختمرت الفكرة في عقل المتهم، ها هو المتهم يستكمل المخطط وعزم على تنفيذه أيام الامتحانات على مرمى ومسمع من الأصدقاء والزملاء والزميلات فوجود نيرة أمر حتمي وقتلها في وضح النهار أمر سيشفي غلي.
وقال: يا محمد هذا حصاد زرعك كالأرض التي خبثت ولا يخرج نباتها إلا نكدا وكأن حصاد زرعه ضياعا وخسرانا مبينا، انتهت أفعالك بجريمة قاسية نكراء، فوا أسفاه على فقيدة، شهيدة بلغت من العمر عشرين، لم تهنأ بحياتها والمجتمع بأسره عليها جريح مكلوم وحزين.
وقررت محكمة جنايات المنصورة، في وقت سابق إحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، والتي قتلت غدرا على يد زميلها أمام بوابة مجمع كليات الجامعة، للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه بتهمة القتل العمد، وتحديد جلسة 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم.
فرحة وزغاريد عقب قرار إحالة قاتل طالبة المنصورة «نيرة أشرف» للمفتي
إحالة أوراق المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف بالمنصورة للمفتي