«هسيبك تعيش كام سنة».. حكاية «كابوس أم» تحقق بغرق طفلها بعد 4 سنوات بالمنوفية
داخل منزل بسيط في قرية كفر القرنين التابعة لمحافظة المنوفية، قلب أم يتقطع، وعقل أب لا يتوقف عن التفكير، ودموع أبناء تتساقط ليلاً ونهاراً؛ الابن 'أحمد'، (8 سنوات) طالب في الصف الثالث الابتدائي، سقط في مياة البحر أسفل كوبري القرنين، أثناء تعلمه السباحة، على يد عمه.
تشتهر تلك المنطقة بتميزها بترعة كبيرة يطلق عليها الأهالي 'البحر'؛ حيث تشهد على توافد الناس إليها من القرى المجاورة من أجل الاستمتاع إلى جانب السباحة بها.
وعن يوم الحادث تقول الأم 'عزة' إن العم 'أ. م.'، اصطحب طفلها الصغير خلال فترة الظهيرة للاستمتاع والترفيه إلى جانب تنفيذ الوعد الذي قدمه لاطفاله بتعليمهم السباحة في مياة البحر، مشيرة إلى أن البحر لم يكن له شاطئ، إذ اعتاد الأهالي على تعليم أبنائهم بطريقة تقليدية، وهي ربط الأطفال بحبل سميك ثم الإنزال ببطء إلى مياه البحر حتى ملامسة أجسامهم، ومن ثم يربط الحبل بأحد الأشجار المتواجدة على ضفافه.
بملامح تكسوها الحزن وعيون أرهقتها الدموع، تكمل الأم أن الطفل أراد أن يصعد من الماء بعدما أحس بالتعب، وهو يقول 'إلحقنى يا عمي في حاجة بتشدني أنا بغرق'، وأثناء فك الحبل من الشجرة لجذب الطفل سقط منه في المياه ويختفي الطفل عن الأنظار بعدما غرق في بطن البحر.
على الفور هم العم الذي لم يكن يستطيع السباحة واتصل بعمليات البحث، التي جاءت على الفور، لكن دون جدو لم يتمكنوا من العثور على الطفل، وبعد عدة ساعات ظهرت جثة 'أحمد' طافية على سطح الماء.
وقع الخبر على الأم كالصاعقة 'إلحقي يا عزة ابنك غرق في البحر'، وراحت تتذكر كابوسا جاء لها قبل 4 سنوات أنه خلال استحمام ابنها في البحر جاءته سيدة وهي تقول 'هاخذك بس مش دلوقتي هسيبك تعيش كام سنة'، لم تأخذ الأم وقتها حلمها على محمل الجد، ظنا منها أنها تتوهم الأمر، لتتحق النبوءة بغرقه في نفس المكان بعد 4 سنوات.
لم تكن تلك الواقعة الأولى في هذا المكان بينما أشار الأهالي إلى أن البحر يشهد حالات غرق أثناء استجمام الأطفال، قائلين: 'كل موسم عيل يغرق.. الجنية بتاخد كل موسم عيل'.
والتقط 'عمر محمد' أحد الشباب الوافدين إلى منطقه كفر القرنين، طرف الحديث مؤكدًا أن تلك المنطقة تشهد بالعديد من حالا الغرق سنويا، موضحًا أن البحر به 'جن وعفاريت ربنا يرحم الأطفال'.
غرق طفل أثناء استحمامه بترعة بكفرالشيخ