هكذا انتهت حياة نورا.. جريمة بثلاثة فصول من الشقة إلى الأرض الزراعية

في أحد أركان الريف الهادئ بمنطقة أوسيم شمال الجيزة، لا صوت يعلو فوق زقزقة العصافير ونهيم الرياح بين الحقول. لكن في تلك الليلة، كان للهدوء قصة أخرى.. قصة بدأت بسهرة وانتهت بجثة محترقة وسط الزرع.
نورا، فتاة في الثلاثين من عمرها، لم تكن الليلة الأولى التي تقضيها في مثل تلك السهرات، فهي معروفة لدى سجلات الشرطة في قضايا آداب. التقت بشاب في إحدى الحفلات الخاصة، واتفقا على قضاء ليلة داخل شقته. جلسا، ضحكا، وتعاطيا الهيروين بكثافة.. حتى توقفت أنفاسها فجأة.
وقف الشاب مصدومًا، يراقب جسدها البارد على الأرض. لم يفكر طويلًا، فالفضيحة تلوح أمامه، والسجن أقرب من أي وقت مضى. في لمح البصر، لف الجثة داخل سجادة، واستعار سيارة من أحد أصدقائه، ووسط الظلام قادها إلى أرض زراعية مهجورة، وهناك ألقى بالجسد دون أن يلتفت.
لكن الرياح لا تأتي دائمًا بما يشتهي المجرمون. ومع أول خيوط الصباح، كان ثلاثة من رعاة الأغنام يتجولون بين الأراضي، ليصدمهم المشهد: جثة ملفوفة بسجادة وسط الحقل. لم يفهموا ما حدث، لكنهم خافوا.. خافوا أن يُتهموا بجريمة لم يرتكبوها. في لحظة ارتباك، اتخذوا قرارًا خاطئًا: أشعلوا النار في الجثة، ظنًّا منهم أنهم بذلك يُخفونها.
بلاغ سريع وصل إلى قسم الشرطة، وتحركت أجهزة الأمن، ليُعثر على جثة متفحمة. ساعات قليلة، وتحريات المباحث تكشف القصة الحقيقية، وتحدد هوية الفتاة، وتلقي القبض على الشاب المتسبب في وفاتها، وكذلك الرعاة الثلاثة الذين ظنوا أن النار ستحرق الحقيقة.