وفاة القارئ الشاب محمد رضا الطنطاوي.. صوت السكينة يرحل فجأة

في مشهد خيّم عليه الحزن والأسى، ودّعت قرية الخمسة التابعة لمركز تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية، يوم الثلاثاء الموافق 26 أغسطس 2025، أحد أبرز أبنائها في تلاوة القرآن الكريم، القارئ الشاب الشيخ محمد رضا الطنطاوي، والذي وافته المنية بشكل مفاجئ عن عمر لم يتجاوز منتصف الثلاثينات.

الراحل عُرف بين محبيه وأهله بصوته المميز في تلاوة آيات الذكر الحكيم، وبأخلاقه الرفيعة وتواضعه، حتى صار وجهًا مألوفًا في العزاءات والمناسبات الدينية، و"قبلة الباحثين عن الصوت الخاشع"، كما يصفه أهل قريته.

تفاصيل اللحظات الأخيرة

بحسب ما رواه ذوو الفقيد وشهود عيان من أبناء القرية، فقد أدى الشيخ محمد رضا الطنطاوي صلاة العشاء جماعة في المسجد الكبير بالقرية، ثم عاد إلى منزله حيث شعر فجأة بضيق في التنفس، أعقبه هبوط حاد في الدورة الدموية والجهاز التنفسي، ما أدى إلى توقف عضلة القلب، وفشل محاولات إنعاشه في اللحظات الحرجة.

ورغم أن الأسرة لم تُصدر بيانًا رسميًا حول ملابسات الوفاة في بداية الأمر، فإن روايات الأهالي والمقرّبين رسمت صورة مؤلمة للحظات الوداع الأخيرة لهذا الصوت الذي طالما ملأ بيوت القرية بالسكينة والطمأنينة.

الجنازة والعزاء

أقيمت صلاة الجنازة ظهر الثلاثاء في المسجد الكبير بقرية الخمسة، وسط حضور حاشد من الأهالي ومحبي الفقيد، قبل أن يُشيّع جثمانه إلى مقابر الأسرة في مشهد مهيب امتزج فيه الحزن بالدعاء.

وأعلنت الأسرة عن إقامة العزاء في دار المناسبات بالقرية، وفتح أبوابه لاستقبال كل من يرغب في تقديم واجب العزاء من محبي الشيخ وزملائه من القراء في محافظات مصر المختلفة.

الحزن يعم.. والصوت باقٍ في القلوب

خيم الحزن على أهالي قرية الخمسة، الذين نعوا الفقيد بعبارات مؤثرة، واعتبروه رمزًا من رموز تلاوة القرآن في منطقتهم. ووصفه كثيرون بأنه "صوت يبعث على السكينة والخشوع"، مؤكدين أن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للساحة القرآنية المحلية.

يُذكر أن الشيخ محمد رضا الطنطاوي كان أبًا لطفلين، هما: رضا البالغ من العمر أربع سنوات، وعلي البالغ سنة واحدة، ليترك برحيله المفاجئ فراغًا كبيرًا في أسرته الصغيرة، وذكرى خالدة في قلوب محبيه ومستمعيه.