يسري نصر الله : استغلينا يوسف شاهين وعبلة كامل فاجئتني باتصالها وقلتلها إنتي اتجننتي؟
روى المخرج يسري نصر الله موقف لا ينساه للراحل يوسف شاهين، قائلًا: «فيلم إسكندرية كمان وكمان كان كله صعب.. ويوسف شاهين كان طول الوقت عنده إحساس أنه يمثل ومش متأكد أني مش شايف إيه بيحصل».
يسري نصر الله ويوسف شاهين
تابع المخرج يسري نصر الله في تصريحات تلفزيونية له: «أقول اللقطة حلوة cut كان يتعصب ويقولي أنت مش بتفهم حاجة أحسنلك تشتغل سواق لوري مش بتعرف تدير الممثلين وشتايم رهيبة ونفضل نعيده.. زعندما انتهى الفيلم قلت لنفسي حقي برقبتي أنا همشي مش عاوز أشوفه تاني الراجل ده؟».واستكمل: «رحت ميونيخ وكتبت فيلم مرسيدس وجتلي تليفونات كتيرة لازم تروح باريس عشان نشوف اللي صورناه مكناش بنشوف اللي خلصناه ورحت باريس بالفعل، وكان أيامها بنشوف الصورة والصوت مش راكب عليها قالي الصورة حلوة عدناها ليه؟ قلتله أنت اللي كنت بتقول، ولما ركبوا الصوت على الصورة كل الشتائم بانت .. قلتله عشان كده كنا بنعيد.. وده أعطاني إحساس أني أنجزت العمل ولم أخذله».
وأوضح أن المخرج الراحل أعجبه فيلم سرقات صيفية، وفيلم مرسيدس أعجب به بدرجة أقل، لافتًا إلى أنه وبعض أبناء جيله مثل رضوان الكاشف واسماء البكري استغلوا يوسف شاهين، معلقًا: «احتلينا مكتبه هو عمل شركة عشان يعمل أفلامه وكان عاوز كوادر بطاقة رهيبة عشان تعمل أفلامه وفجأة يجيوا شوية عيال زي دول قاعدين ياخدوا إهتمام من موظفين الشركة وإطبعولنا السيناريوهات»، وعندما اكتشف هذا الاستغلال لمقر شركته قال لهم: «مش عاوز الكلام ده غوروا.. وكان محقًا».
تصريحات يسري نصر الله
وقال المخرج يسري نصر الله إن أهم الصعوبات التي تواجه تصوير الأفلام وإنتاجها ليست في الرقابة الفنية الإدارية ولكن في التصوير بالشارع وصعوبات الحصول على التراخيص، معلقًا: «مش معقول أفلام عالمية بتبقى محتاجه تصور وماتلاقيش مكان وتروح تصور بره في دول محيطة، هناك قوى طاردة للتصوير في مصر وهو شيء غير منطقي أن الأفلام العالمية تتصور في الأردن والمغرب، فيه بيروقراطية رهيبة تتحول لقدرة كبيرة في تطفيش الناس ولنا أن نتخيل حجم العائد الي بيضيع على مصر».وأضاف: «شيء محزن لما أشوف حد زي محمد دياب بيصور مشاهد القاهرة في مسلسل Moon Knight في المجر ؟!!، وشيء غير صحيح ويحتاج لتصحيح الموضوع مش قاصر على الأجانب بس إحنا كمان معاهم وكأن هناك ثقافة يحاول البعض يرسخها في أذهان الشارع أن الجماعة بتوع السيما عاوزين يشوهوا الناس».
واستكمل يسري نصر الله: «شيء بقى مرهق ومزعج لما بنزل أصور شارع كأني بشحت وأنا باخد تصريح التصوير من موظف أو الشارع شيء صعب وهو جو غير صحي»، ولفت إلى أن دور المرأة في السينما تقلص مع نهاية السبعينيات وأصبحت ملحق بالبطل وهو الرجل.
يسري نصر الله
يسري نصر الله وعبلة كامل
وتابع: «خلينا نشوف نموذج البنت الحبوبة في تلك الفترة كانوا تابعين كلهم أخت فلان بنت فلان لكن يظل فلان هو الشخص المهم، ونادية الجندي ونبيلة عبيد عملوا أدوار رجالة معظمها الست الحلوة والقوية اللي دايمًا نهايتهم وحشة دائمًا ست قوية خارج المجتمع خارجه عنه، وحتى النموذج ده كمان بدأ مع الوقت يختفي».وتحدث أيضًا عن اقتناعه بموهبة الفنانة عبلة كامل والفنان باسم سمرة وإستعانته بهما في عدة أعمال، معلقًا: «ببساطة عبلة كامل وباسم سمرة ممثلين خرافيين ممكن نديهم أي دور هيعملوا منهم حاجة كبيرة، ولما جيت أعمل فيلم المدينة ناهد إديتها السيناريو تقرأه في الخباثة وفوجئت بالاتصال من عبلة كامل بتقولي هقوم بدور الأم.. إستغربت وقلتلها إتجننتي ؟ إنتي سنك صغير ورغم ذلك وبعد الالحاح وافقت وقدمت دور رهيب رغم صغر مساحته لكن لايمكن نسيانه».
وقال يسري نصر الله عن عبلة كامل أيضًا: «دورها في فيلم مرسيدس مش معقول خرافه في شخصية مدربة رقص تعاني من شلل الأطفال كان رهيب.. عبلة كامل وباسم سمرة فيهم حاجة بيخلوا للشخصية اللي بيعملوها مهما كانت مساحة الدور صغيرة روح وحياة».
أعمال يسري نصر الله
وعلق المخرج يسري نصر الله على سبب عدم غزارة أعماله الفنية، قائلًا: «ليست غريزة في الإنتاج لأني عاوز سيناريو حلو وبياخد وقت عشان ألاقي ده ووقت أكبر في التنفيذ والإخراج الذي يحتاجه الفيلم وعاوز أعمل الفيلم زي اللي أنا عايزه وزي مالازم يتعمل وأدور على المنتج المناسب».وأضاف: «ولو لم أشعر أن الفيلم طالع من قلبي مقدرش أعمله، ومش شرط أكتب لازم أقع في غرام السيناريو زي إحكي ياشهرزاد ومنورة بأهلها مش أنا اللي كاتبهم لكن فيه سيناريو حلو وقعت في غرامه وحسيت أنه بتاعي»، موضحًا أنه يعشق السينما منذ صغره ونعومة أظافره منذ عمر 6 سنوات عندما كان يشاهد الأفلام في السينما برفقة شقيقته ناهد نصر الله ووالده وكان مبهورًا بفيلم حلم في منتصف الأرض.
وسأل من يقوم بالإبداع في ذلك فأخبره والده أنه عمل المخرج، لذلك أحبّ الإخراج، مضيفًا: «أنا قاريء نهم منذ صغري وكنت أقرأ الروايات التي تحضرها جدتي ووالدي وروايات الجيب ودار الهلال وغيرها والسينما كانت بتهبلني خاصة أني كنت بدرس في مدرسة ألماني ومعروف هناك أني بتاع سينما كنت أعشق المسرح».
يسري نصر الله
تكريم يسري نصر الله
أعرب المخرج يسري نصر الله عن سعادته بالتكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالدورة الـ 45 ومنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، تقديرًا لمسيرته السينمائية الحافلة.وقال: «سعيد بالتكريم في ظل ظروف السينما الراهنة فإن تكريم السينمائين يدل أننا متمسكين بصناعة تواجه مصاعب لكنها تقاوم ولكنها موجودة، وصناعة السينما تواجه عقبات محدودية السوق إرتفاع التكاليف في ظل إرتفاع الأسعار العالمي وأي فيلم بيتعمل الآن هو نوع من الإنجاز، ووجود صناعة قادرة تكمل رغم الصعوبات وهذا يسعدني منذ عام 2011 ولما كنت بلاقي فيلم بيتعمل أثناء تلك الظروف بفرح في ظل صعوبة الحصول على التراخيص والرقابة المتشددة».
وتابع: «وبقى عندنا حاجات غريبة زي قيم العائلة المصرية وهو مفهوم مطاط سواء داخل الرقابة المؤسسية أو في عقول المجتمع عندما تحدث عن تيار شدديد التزمت مدعي الوصاية على المجتمع المصري، أنا عارف شعبنا كويس وعندي 71 سنة وشعبنا بيحب البهجة وبيدور عليها وبيدور على الحاجة الحلوة رغم وجود تيار مجتمعي عاوزنا نتكلم بطريقة ونعيش بطريقة اخرى».
وأكد المخرج يسري نصر الله أنه ضد تصنيفات الأفلام تجارية أم خلافه لكن السينما تواجه صعوبات، معلقًا: «السينما بقت خايفة في أوقات كتيرة الأفلام بتتكلم عن مشكلة عايشينها بس طول الوقت في حالة خوف أنه يعمل الفيلم وتترفع قضية بشعار هدم قيم الأسرة ولكن أنا شايف أكبر تهديد للقيم هو الخوف من الوصاية، ولو بصينا على السوشيال ميديا لايمكن أن يعكس مجتمع دي ناس منظمة عشان تعمل كده وحضرناها وشفناها ومرة أنا كتبت أن السينما تعاني من أزمة من وقت ما تخجلنا من المغني والراقصة، ولما كانوا بيسـلوني في فرنسا عن سامية جمال والرقص وأفلام مصر الغنائية أيام ليلى مراد بزعل».
واختتم: «ليه بقينا بنتكسف لما بنشوف أغنية ورقاصة؟ رغم أن أفلام مصر زمان حلقت في الخارج وكانوا بيسألوا على نجومنا ليه مرة واحدة أفشنا؟ السبب الهجمة الوهابية الي خلت الناس تتكسف من أي حاجة حلوة فيها أنا عشت كل المراحل دي وشفتها وعارف المصريين كويس التيار المتزمت منظم».
يسري نصر الله ويوسف شاهين