160 دقيقة داخل محكمة الطفل.. كواليس أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل وتقطيع «طالب الإسماعيلية»

قضت محكمة جنايات الطفل في الإسماعيلية 160 دقيقة كاملة في نظر أولى جلسات محاكمة الطفل المتهم بقتل زميله وتقطيع جثمانه بمنشار كهربائي، في واحدة من أكثر الجلسات التي شهدت حضورًا مشحونًا وترقبًا من أسر الطرفين، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج قاعة المحكمة.

بداية الجلسة.. صمت ثقيل وأسرة الضحية في الصفوف الأولى

بدأت الجلسة في تمام الحادية عشرة صباحًا، وسط صمت شديد داخل القاعة التي اكتظت بأهالي المجني عليه وعدد من الصحفيين. جلست أسرة الضحية في الصف الأول، تبدو عليهم علامات الإرهاق والغضب، وتحمل والدته صورة لابنها الراحل طوال الجلسة دون أن تنطق بكلمة.

أما مقعد أسرة المتهم فكان شبه خاوٍ، إذ حضر اثنان فقط من أقاربه، وظهرت علامات التوتر الشديد على وجوههم، خاصة مع الهمسات المتصاعدة من أسرة المجني عليه فور دخولهم القاعة.

دخول هيئة المحكمة.. وتشديد على منع الفوضى

دخلت هيئة المحكمة في تمام 11:10 دقيقة، وأعلن رئيس الدائرة بدء الجلسة مع تحذير واضح بعدم إصدار أي انفعالات أو مقاطعات، خاصة بعد حالات التوتر التي شهدتها القاعة في الجلسة السابقة التي تعذر انعقادها لعدم إحضار المتهم.

غياب المتهم مجددًا.. ودواعٍ أمنية

كشفت سكرتارية الجلسة أن المتهم لم يُحضَر لدواعٍ أمنية، ما أثار همهمات داخل القاعة. وطلب القاضي من الحضور الالتزام بالهدوء، مؤكدًا أن المحكمة ستباشر الإجراءات حتى في عدم وجود المتهم لحين الفصل في الطلبات.

دفاع المتهم يفجّر مفاجآت: "الطفل مريض نفسيًا"

في 11:35، بدأ دفاع المتهم مرافعته، مقدّمًا ملفًا ضخمًا من المستندات والتقارير الأسرية.

قال المحامي إن المتهم يعاني اضطرابات نفسية حادة منذ سنوات، وأن أسرته حاولت أكثر من مرة عرضه على طبيب نفسي دون جدوى.

أبرز ما كشفه الدفاع داخل الجلسة:

المتهم كان يتعرض لتنمر مستمر من زملائه، من بينهم الضحية.

الطفل يعيش ظروفًا أسرية مضطربة بعد انفصال والديه وزواج والدته من عمه.

وجود مقاطع فيديو للمتهم بمظاهر سلوك عدواني غير منضبط.

طلب رسمي للمحكمة بعرض المتهم على لجنة خماسية من مستشفى العباسية.

الدفاع أكد أن “الجريمة لا يمكن أن تصدر من طفل في هذه السن إلا بوجود اضطراب نفسي شديد”.

النيابة ترد: سبق الإصرار ثابت

في المقابل، قدمت النيابة العامة عرضًا موجزًا لأدلة الاتهام، مؤكدة أن التحريات أثبتت:

تخطيط الطفل للجريمة.

تهيئة مسكنه لارتكاب الواقعة.

التخلص من الجثمان باستخدام أداة كهربائية.

ممثل النيابة قال: "لدينا طفل في السن.. لكنه بالغ في خطورة الفعل، وقد بيّت النية وارتكب الجريمة عمدًا."

أسرة الضحية تنفعل.. والقاضي يتدخل

عند ذكر تفاصيل التقطيع، لم تتمالك والدة المجني عليه نفسها ودخلت في نوبة بكاء، فيما حاول القاضي تهدئتها، مؤكدًا أن المحكمة "ستأخذ بحق ابنها وفق القانون".

كما حدثت مشادة كلامية قصيرة بين أحد أفراد أسرة المجني عليه وأقارب المتهم، قبل أن يتدخل الأمن ويفصل بينهما.

اللحظات الأخيرة.. قرارات مهمة

مع اقتراب الساعة من الواحدة والنصف ظهرًا، ختم القاضي الجلسة بعد مداولة استمرت نحو ساعتين و40 دقيقة، معلنًا:

قرارات المحكمة:

تأجيل نظر القضية لجلسة مقبلة لاستكمال المرافعات.

تمكين الدفاع من الاطلاع الكامل على ملف القضية.

النظر في طلب عرض المتهم على لجنة نفسية متخصصة.

طلب تقرير تفصيلي من الجهات المختصة حول ظروف المتهم الاجتماعية.

غادرت هيئة المحكمة وسط حالة من التوتر والترقب، فيما فرضت قوات الأمن طوقًا خارج القاعة لمنع الاحتكاك بين الأسرتين.