شيخ الأزهر: التواضع نتيجة حتمية لمبدأ المساواة في الإسلام.. وفرط الألقاب خيل لأصحابها أنهم أعلى منزلة عن غيرهم

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن التأسيس الفلسفي لخلق التواضع في الإسلام هو أنه يأتي نتيجة حتمية لمبدأ 'المساواة'، الذي أصله الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وكذا مبدأ رجوع الناس جميعًا في أصلهم إلى أب واحد وأم واحدة، متسائلًا: لماذا الاستكبار إذن بين المتساوين؟.

ولفت فضيلة الإمام الأكبر، خلال حديثه اليومي ببرنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، إلى أنه من المؤلم أن تكون فضيلتي التواضع والمساواة في بلاد غير المسلمين أظهر وأكثر انتشارًا منها في بلاد المسلمين، وذلك مثل ما نلاحظه في بلادنا من حرص شديد على ذكر الألقابِ في كل مرة يخاطب فيها صاحب اللقب، بخلاف الدوائر الخاصة التي تقتضي طبيعة عملها الالتزام بتراتبيه الألقاب المحدّدة بلوائح وقوانين خاصة.

شيخ الأزهر يتحدث عن ألقاب "باشا وبيه" وتوهم أصحابها بأنهم مميزون عن غيرهم

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، أن الكثيرين في مجتمعاتنا قد تعودوا على ضرورة اقتران الاسم باللقب أثناء المخاطبات العامة في الدواوين والوزارات والجامعات والمكاتب وغيرها، مثل: باشا، أو بيه، أو صاحب السعادة، أو صاحب المعالي، أو صاحب الفضيلة أو غيرها.

وأوضح، أن هذه الألقاب قد خيلت لأصحابها، من فرط تكرارها على مسامعهم أنهم متميزون فعلًا على غيرهم، وأنهم ينتمون لطبقة أعلى وأسمى منزلة من طبقات الآخَرين، وكثيرًا ما خيل لأصحاب هذه الألقاب أنهم نخبة متميزة، وأن أبناءَهم ليسوا كبقية أبناء الناس، ومن حقهم أن يتميزوا باستثناءات في الوظائف والمناصب يسبقون بها أصحاب الكفاءات العالية من أبناء وبنات الطبقات المغمورة في المجتمع، وأن من حقهم أن يورثوا أبناءهم وظائفهم وكراسيهم التي يجلسون عليها.

وأشار فضيلة الإمام الأكبر، إلى أن هذا السلوك الذي تشقى به شريحة عريضة من الشباب أساسه التنكر لخليقة «التواضع» ومبدأ المساواة، والانزلاق -اللاشعوري المتدرج- في هاوية 'الكبر والاستعلاء' والتصنيف الزائف للناسِ على أساس المال والجاه، وليس على أساس العملِ الصالح والخلق الحسنِ.

واختتم، أن «الترفع» على الفقراء، والتأفف من البسطاء، والنظرة الدونية لمن يعمل في أعمال أو حرف متواضعة، ليس من الإسلام ولا من مكارم الأخلاق، كما أن تصنيف العائلات إلى طبقات، بعضها فوق بعض، وامتناع عائلات من تزويج بناتِها من عائلات أخرى كبرًا وتعاليًا، ليس من الإسلام ولا من التحضر.

صفحات الأزهر على مواقع التواصل تقدم بث مباشر لصلاة التراويح والتهجد

شيخ الأزهر : تطبيق مبدأ العدل واجب حتى مع الكارهين للإسلام