«قفزت من الشباك مشتعلة».. شاب يتخلص من والدته بطريقة بشعة بعد تحريض شقيقه.. القصة الكاملة

لم يشفع لـ«وداد . ر»، 76 عاماً، ربة منزل، عند ابنها الأوسط «رمضان.م» أنها أمه التي وقفت إلى جانبه يتيماً صغيراً وربته ضمن 4 أبناء «ثلاثة أولاد وبنت متوفيه»، فأقدم على إضرام النار فيها في وضح النهار، متجرداً من أية مشاعر إنسانية، ومسلماً أذنه ومصيره لوسواسه التي رسّخ بعقله أن والدته تُفرق في المعاملة بينه وبين شقيقه الأصغر، وتقربه إليها دونه.

وبحسب المحضر المحرر بقسم شرطة شبراخيت بمحافظة البحيرة، أحضر «رمضان» قارورة بنزين، بتحريض من شقيقه الأكبر «محمد» بسبب خلافات مع والدته على نصيبه في منزل والده، وسكبها على جسد والدته بعد دخوله في مشادة معها وأضرم النار فيها، وتوفت على أثر ذلك.

وإزاء ذلك قررت نيابة شبراخيت، الجمعة، حبس المتهم «رمضان.م- 42 عاماً - عامل» 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل والدته عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن أحضر مادة حارقة بنزين وسكبها على جسدها، وأضرم النيران فيها، كما قررت حبس شقيقه الأكبر «محمد.م- 47 عاماً-سائق» بتهمة تحريضه.

موقع «قناة صدى البلد» التقى بمحمد سعد الصياد، محامي المتهمين في الواقعة، وأحد أبناء قرية المناشلة التي شهدتها، والذي أكد أنه تم تكليفه من قبل شقيق المجني عليها للدفاع عن زوج ابنته المتهم الثاني في القضية، ورصدت على لسانه أبعاد الواقعة المأساوية وأسبابها.

أزمات نفسية وصرع

«المشاكل بين رمضان ووالدته بدأت قبل أكثر من عام، بعدما تم طرده هو وزوجته وأبناءه من عمله كحارس عقار بمحافظة الإسكندرية لكونه مصاباً بمرض الصرع، حينها قرر رمضان العودة لمنزل والده في قرية المناشلة بمركز شبراخيت في البحيرة» هكذا تحدث الصياد بشأن بداية أزمات رمضان مع والدته.

وأضاف الصياد: أن لدى عودة رمضان للمنزل رفضت والدته السماح له بالعيش معها في المنزل الذي كانت تسكنه هي وشقيقه الأصغر «جمعة» 38 عاماً – عامل، مؤكدة أنها تنازلت عن المنزل في الشهر العقاري بموجب عقود بيع للأخير، بدواعي تقرب رمضان من شقيقه الأكبر محمد الذي يحتفظ بخلافات وعلاقة سيئة بوالدته هو الآخر.

وأوضح الصياد أنه على أثر موقف الأم، قررت زوجة رمضان تركه والذهاب بأبنائه إلى منزل والدها، مؤكداً أن والدها لم يقبل بعيشها معه في تلك الظروف، ومنعه من رؤيتهم قائلاً له: «لما تشوف لهم سكن محترم وتقدر تصرف عليهم ابقى تعالى خدهم».

وأضاف أن المتهم الأول رمضان اتجه بعد ذلك للعمل في الزراعة لدى ملاك الأراضي بالقرية، واستأجر غرفة بمبلغ 400 جنيه شهرياً وسكن فيها وحيداً بعد رفض حماه عودة زوجته وأبناءه العيش معه فيها.

وأشار الصياد إلى أن رمضان سبق له العمل لديه كعامل بناء وقتما كان يشيد بيتاً له بمنطقة الساحل الشمالي في شهر رمضان الماضي، لافتاً إلى أنه أصيب في أول أيام رمضان بحالة الصرع التي كان يعاني منها، وأنه دائماً ما كان يحمل والدته مسئولية ما هو فيه من ظروف معيشية ومرضية صعبية وكان دائم التهديد بقتلها، إلا ان أحداً من أهل القرية أو المتعاملين معه لم يكن يتوقع أبداً إقدامه على فعلته تلك.

يوم الواقعة

وحول ما شهده يوم الواقعة من أحداث، قال الصياد إن رمضان ذهب لشقيقه الأكبر محمد يوم الواقعة وطالبه بالتدخل لحل ما بينه وبين والدتهم من مشاكل، وهدده بإضرام النار فيها، غير أن الأخير رفض التوسط مؤكداً له ان ما بينه وبين والدته من مشكلات هو الآخر سيمنعها من القبول برأيه.

وبحسب الصياد اتجه رمضان على الفور إلى محطة البنزين القريبة من القرية واشترى كمية من البنزين، واتجه بها إلى منزل والدته الذي يبلغ مساحته نحو 3 قيراط ومكون من دورين، وقم بسكب البنزين على والدته وعلى محتويات الغرفة التي كانت متواجدة بها كالسرير والمروحة، وأضرم النار فيها وأغلق عليها باب البيت لمنعها من الخروج وفر هارباً، مؤكداً ان الضحية قفزت من شباك الغرفة التي كانت في الدور الأرضي إلى الشارع مشتعلة، وتمكن جيرانها من إخماد النيران المشتعلة فيها ونقلها إلى مستشفى شبراخيت والتي حولتها على الفور لمستشفى حوش عيسي حيث توفت فيها بعد يوم من تلقي العلاج.

«ومع مطلق استنكارنا لموقف المتهم الذي أضرم النار في أمه في موقف لا يقبله الدين ولا العقل، إلا أن قسوة الأم الشديدة على المتهم وظروفه الصحية والمعيشية الصعبة هي التي دفعته إلى ذلك، وأنا هنا لا أبرر له فعلته التي لا تبرر ولكن أضعكم على أدق التفاصيل المرتبطة بالواقعة» هكذا قال الصياد واصفاً دوافع المتهم الأول رمضان التي أدت لارتكابه الجريمة.

وحول موقف المتهم الثاني محمد، قال الصياد إن الثابت لديه أنه لم يشترك في واقعة حرق الضحية ولم يتواجد في مسرح الأحداث وقت الواقعة أو بالقرب منه، موضحاً ان رمضان قال في محضر الاستدلالات الأولية بإدارة المباحث الجنائية، إنه ذهب لشقيقه محمد قبل الواقعة يستجديه لحل مشاكله فرفض، ولما هدده بحرق والدته قال له أحرقها، مؤكداً أن الأخير قال له هذه الجملة ولم يكن لديه أي اقتناع بأن شقيه الأصغر رمضان يمكنه الإقدام على ذلك.

وتلقى اللواء أحمد خلف، مدير أمن البحيرة إخطارا من العقيد مصطفى النمر مأمور مركز شرطة شبراخيت، بوصول «وداد ر م» 76 سنة إلى مستشفى شبراخيت العام مصابة بحروق من الدرجة الأولى، وتم تحويلها إلى مستشفى حوش عيسى المركزي، وتوفيت أثناء نقلها، وتم التحفظ على الجثة وإيداعها في ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة العامة.

وقرر مدير الأمن تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث، وتوصلت الجهود إلى أن وراء ارتكاب تلك الجريمة نجل المجنى عليها المدعو «رمضان م ا» عامل، بتحريض من نجلها الآخر «محمد م ا» سائق، بسبب خلافات مع المجني عليها حول منزلهم.

تم استئذان النيابة العامة وقام ضباط مباحث مركز شبراخيت بضبط المتهمين.

واعترف المتهم الأول بإحضار جركن بنزين وبعد تأكده من نوم والدته قام بسكب البنزين عليها، وعلى محتويات الغرفة وأشعل النيران بتحريض شقيقه المتهم الثانى من أجل الحصول على الغرفة التي تسكن بها المجنى عليها.

وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وباشرت نيابة شبراخيت، برئاسة المستشار محمد الجندى، مدير النيابة، التحقيقات، تحت إشراف المستشار الدكتور أحمد التهامى المحامي العام لنيابات جنوب دمنهور.

القبض على المتهمان بإشعال النيران فى والدتهما المسنة وإنهاء حياتها بالبحيرة