أول سائقة لمترو الأنفاق في مصر تحكي قصة كفاحها وحكاية العمل في رمضان.. فيديو

قررت هند عمر أن تغير القواعد في عالم ظل لسنوات حكرًا على الرجال، وتصبح أول امرأة تقود مترو الأنفاق في مصر، لم يكن الطريق ممهدًا أمامها، لكنها استطاعت أن تفرض نفسها بجدارتها، لتكسر حاجز العادات والتقاليد، وتصبح نموذجًا للإصرار وتحقيق الأحلام.

رحلة فتاة مترو الأنفاق

تحكي هند خلال لقائها مع الإعلامي هاني النحاس في برنامج «ساعة الفطار» المذاع على قناة «صدى البلد» عن لحظات البداية، عندما كانت تبحث عن عمل، وقدمت سيرتها الذاتية إلى الشركة المسؤولة عن تشغيل الخط الثالث لمترو الأنفاق.

لم تتوقع أن تجد استجابة، لكنها فوجئت بالموافقة، ليبدأ معها فصل جديد من حياتها، وتقول خلال لقائها مع الإعلامي هاني النحاس:'في البداية كنت أبحث عن وظيفة، وقدمت أوراقي، ولم أتخيل أنهم سيقبلونني، لكن بعد الموافقة، بدأت رحلتي في مهنة غير مألوفة للنساء، في البداية، كان الأمر صعبًا، لكنه تحول إلى شغف ومسؤولية كبيرة، فأنا مسؤولة عن القطار، والركاب، والمعدات داخله'.

نظرات الدهشة.. الناس لم يصدقوا أن القائد فتاة

تتذكر هند المواقف الأولى عندما بدأت العمل، وكيف كانت نظرات الركاب مليئة بالمفاجأة والدهشة: 'في الأول، الناس كانت بتجري ناحية كابينة القيادة عشان تتأكد إن القائد بنت! كانوا مستغربين جدًا، لكن مع الوقت، أصبح الأمر طبيعيًا، والناس تقبلوا الفكرة، خاصة بعد ما أثبت جدارتي'.

وتضيف أن كبار السن أصبحوا يشجعونها ويثنون على جهودها، وهو ما يمنحها دفعة معنوية كبيرة لاستكمال مسيرتها.

رمضان خلف مقود المترو

عن طبيعة عملها خلال شهر رمضان، تقول هند إن معظم نوبات عملها تكون في الصباح، وأحيانًا تعمل في المساء، لكنها معتادة على التحديات.

وتقول: 'أوقات بنزل الشغل الساعة 6 الصبح، بستلم الطقم الخاص بالقطر، وببدأ يومي، ولو كنت صايمة، مش مسموح لي بالفطار داخل القطار، لكن عندي 15 دقيقة راحة في المحطة، بفطر فيها بسرعة قبل ما أرجع للشغل'.

رغم أن دخولها عالم قيادة المترو لم يكن سهلًا، إلا أنها الآن أصبحت متمرسة وواثقة في قدراتها.

وتتذكر بدايتها قائلة: 'أول مرة دخلت كابينة القيادة كنت مرعوبة، لكن بعد 4 سنوات، أصبح الأمر عاديًا بالنسبة لي، بل مصدر فخر. كل ما يفعله زملائي الرجال، أفعله أنا أيضًا بنفس الكفاءة'.

أثبتت هند أن لا شيء مستحيل، وأن الإرادة تصنع المستحيل، اليوم، أصبحت جزءًا من المشهد اليومي لمترو الأنفاق، حيث تجلس خلف المقود، تقود القطار بثقة، بينما ينظر إليها الركاب بإعجاب، بعد أن كانت نظراتهم في البداية مليئة بالدهشة.