إعلاميون ودبلوماسيون: منتدى الإعلام السعودي خطوة ريادية ومنصة للتفاعل المهني الدولي
أكد إعلاميون ومفكرون ودبلوماسيون أن منتدى الإعلام السعودي خطوة لافتة من أجل مناقشة القضايا الإعلامية الراهنة في ظل المستجدات التي تشهدها وسائله وآلياته على مستوى صناعة الإعلام وتأثيرها على المجتمعات والدول ومنصة ثرية من أجل التفاعل المهني الدولي.
وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين الأسبق لدى الجمهورية اللبنانية علي عواض عسيري ان عقد منتدى الإعلام السعودي في العاصمة الرياض وبحضور ما يزيد عن ألف قيادي اعلامي من دول العالم يعكس الثقة في النفس والفخر بالإنجازات العظيمة التي تم إنجازها خلال السنوات القليلة الماضية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان.
وأعرب عسيري ان لقاء هذه النخبة من الإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي من مختلف البقاع في العاصمة الرياض وتفاعلهم مع نظرائهم السعوديين يتيح فرص مهنية وثقافية واجتماعية وتبادل الخبرات والاطلاع على طموحات قيادتنا الرشيدة خلال السنوات العشر المقبلة 2030 .
وأشار عسيري إلى أن هذا الحدث الإعلامي الضخم الذي سيكون له انعكاسات دولية إيجابية.
أما المندوب السابق لدى الامم المتحدة في جنيف السفير فيصل بن حسن طراد، قفال: "منتدى الإعلام السعودي اتي في التوقيت المناسب فالإعلام أصبح أداة مهمة من أدوات تحقيق السياسة الخارجية و نجاحها ، فأربعة سنوات فقط مرت على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير الامير محمد بن سلمان سدة الحكم و بفضل من الله وتوفيقه قطعت المملكة أضعاف هذه المدة في الانطلاق نحو العالم الأول، واصبح لديها من الإنجازات ما تفخر به ويستحق ان يطلع عليه الآخرين باعتباره نموذجًا مهمًا يحقق النجاح في وسط منطقة مليئة بالأحداث واضطراباتها وعدم الاستقرار".
وأضاف: "المملكة اليوم أصبحت رقما صعبا في المعادلة الدولية، وأضحت صاحبة قرار على المستوى الدولي والإقليمي، ولهذا كان لإقامة هذا المنتدى في هذا التوقيت وبمشاركة دولية واقليمية واسعة أهمية بالغة في فتح قنوات التواصل مع الجميع لمعرفة الحقيقة مجردة، وفي الوقت ذاته هي فرصة لتدارس الصيغة الأمثل من التعاون الإيجابي بين الدبلوماسية والاعلام لتحقيق المصالح، ودعم تنفيذ رؤية ٢٠٣٠".
من جهته، أمتدح رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام الدكتور فهد العرابي الحارثي أن منتدى الإعلام السعودي في اختيار مراكز الدراسات ومخازن التفكير موضوعاً لإحدى جلساته، وقالك " أحسن صنعاً منتدى الإعلام السعودي، في نسخته الأولى، في أن يجعل من مراكز الدراسات ومخازن التفكير موضوعا لإحدى جلساته، فهو بهذا يقدم دعماً مشكوراً لهذه المراكز لما يدركه من أهميتها ومن تأثيرها ليس فقط على المستوى صناعة مستقبل الإعلام، وإنما على مختلف المستويات الأخرى التي تتطلب مراجعة مستمرة واستشرافاً دائماً للمستقبل".
واضاف: "مراكز الدراسات، أو مصانع التفكير، في الدول المتقدمة تصنع التغيير وتدعمه، وهي تساعد صانع القرار على الوقوف على أرضية صلبة في كل ما يختطه للمستقبل. فكثير من الدول تعول كثيراً على مراكز الاستشارات والدراسات، لكي تضمن أن تكون مسيرتها ضمن خطط منهجية تقودها إلى الطريق الأسلم، وتحميها مما قد يواجهها من تحديات أو مخاطر، في الوقت الذي تفتح لها آفاقاً من الفرص والاهداف المبتغاه، أما في عالمنا العربي على وجه العموم فإن مصانع التفكير لا تأخذ الأهمية اللازمة لها في توجهات الدول سواء كانت توجهات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهي، مؤخراً فقط، بدأت تشرك مراكز الدراسات في صناعة مستقبل المجتمعات، وحري بهذه المراكز أن تأخذ مكاناً أرحب مما هي في عالمنا اليوم في جهتنا العربية لما لذلك من أهمية بالغة أثبتت التجارب في الدول المتقدمة، كما أشرنا سابقاً، أنها مهمة وأنها ذات تأثير كبير".
واستطرد: "اليوم هناك مراكز للتفكير أو مراكز للدراسات استطاعت أن تختط طريقها وأن يكون لها التأثير المطلوب في ما تنتج وفي ما تصدر، ونتمنى أن يصار إلى مزيد من التقدم في هذه الطريق".
من جانبها، قالت الكاتبة أميمة الخميس: "هناك تصور ينمط الإعلام السعودي بانه إعلام متحفظ وقور بصوت خافت موازاة بثقل حضور المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، فإلى الآن ما برحت الصورة الذهنية المتاحة عن المملكة غير واضحة تماما، رغم ريادتنا الخليجية والثراء في الكوادر البشرية العريقة، ما برح هناك فجوة بين طموحات ورؤى المملكة وبين حضورنا الإعلامي المؤسسي".
وواصلت: "ثقافة الصورة باتت تهيمن على وسائل الاستقبال والتلقي، وما لم يكن هناك منهجية حرفية إبداعية بارعة في صناعة المحتوى، فسنترك الساحة يستحوذ عليها من استطاع أن يسبق ويبادر وبالتالي يحتل الرؤى المستقبلية التي ستحلق المملكة بأجنحتها هي تحتاج إلى زخم معلوماتي معرفي يحلق بها ويشرع أمامها الافاق".
وواصلت: " التحول الاقتصادي الكبير يحتاج مسارات فكرية وثقافية يسهم الإعلام في التمهيد لها محليا ودوليا، وقضايانا الوطنية وأمننا القومي لابد أن يحف بها آلة إعلامية هائلة توازي إمكانيات المملكة وتبرز شرعية سياساتها، لهذا كله أو لبعض منه تأتي أهمية هذا المؤتمر الدولي كحاضنة إعلامية قادرة على استقطاب الخبرات والرؤى وفي نفس الوقت يشرع البوابات لخطاب وطني باستطاعته قيادة الرأي العام وصناعة التوجهات عل المستوى الإقليمي، وهذا المؤتمر الدولي يستثمر في أرض محتشدة بالطاقات والقدرات والاحتمالات ، بطرح إعلامي جديد متوقد قادر على أن يتجاوز مرحلة التحفظ الخافت الذي ظل الإعلام السعودي يكابده لسنوات طويلة".