التعليم العالي: وضع خطة لتعزيز أداء البحث العلمي في مصر
استقبل د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى صباح اليوم الأحد، د.يونجسوك تشي ( Youngsuk ‘YS’ Chi Dr.) رئيس مجلس إدارة السيفير(Elsevier) إحدى كُبرى دور النشر العالمية التي تختص بنشر الكتب والدوريات المعتمدة دوليًا على الساحة الأكاديمية والوفد المرافق له؛ لبحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ومؤسسة السيفير، لدعم الباحثين المصريين، وذلك بمقر الوزارة.
مناقشة آليات تفعيل المزيد من أوجه التعاون مع السيفير
وفى مستهل كلمته، رحب الوزير برئيس مجلس إدارة مؤسسة السيفير إحدى كبرى دور النشر العالمية، مشيرًا إلى دور مؤسسة السيفير فى مجال البحث وتحليلات المعلومات وصناعة التكنولوجيا من خلال العمل مع مختلف المؤسسات الدولية والحكومية فى جميع أنحاء العالم، مشيدًا بالتعاون بين مؤسسة السيفير وبنك المعرفة المصرى فى مجالات النشر العلمى والتعليم، وعرض أبرز الإنجازات التى حققتها المراكز والهيئات البحثية فى مجال النشر العلمى والتصنيفات الدولية، مثمنًا دور بنك المعرفة المصرى (EKB) في توفير المصادر العلمية اللازمة للعلماء المصريين وصناع القرار؛ من أجل تعزيز البحث العلمي فى مصر، وتمكين المؤسسات البحثية من أن تصبح معروفة عالميًّا كمرجع للبحث العلمي.وأوضح د. أيمن عاشور أن الهدف من اللقاء هو مناقشة آليات تفعيل المزيد من أوجه التعاون مع السيفير بما يعود بالنفع على المجتمع الأكاديمى فى مصر، والنهوض بمنظومة البحث العلمى المصرية، وتقديم رؤى ومقترحات بشأن تنفيذ المبادرات التى اتخذتها وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لربط نتائج البحوث العلمية بالجهات والمؤسسات القادرة على تطبيقها وتنفيذها بما يسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة، مؤكدًا حرص مصر على النهوض بالخدمات التعليمية والبحثية للجامعات؛ لتلبية الاحتياجات المستقبلية للصناعة والمجتمع المحلى.
وأكد الوزير على أن التعاون الوثيق والبناء بين الـ Elsevier ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي أثمر عن نجاح الباحثين المصريين فى إجراء البحوث العلمية المتميزة، وخاصة المرتبطة بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (UN SDGs)، مشيرًا إلى أن السيفير تعد شريكًا إستراتيجيًا فى دعم وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لإنشاء تصنيف للمراكز والهيئات البحثية المصرية مع سيماجو (SCImago) من خلال الاستفادة من المعلومات التى توفرها السيفير وهى أساس التصنيف، وكذلك العمليات الفنية الخاصة بالتصنيف، مؤكدًا على أن التعاون بين السيفير والوزارة وأكاديمية البحث العلمى ساهم فى تطوير تقييم الجامعات والمراكز البحثية فى مصر، من خلال مشروع (منصة البيانات الضخمة)، فضلاً عن توفير إمكانية النشر للباحثين المصريين فى مجلات السيفير؛ لتكون متاحة للجميع وبأسعار معقولة، وذلك فى ضوء الشراكة بين الوزارة وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والسيفير.
ولفت د. أيمن عاشور إلى أن هناك إستراتيجيتين هامتين للتعليم العالى والبحث العلمى فى مصر تتماشى مع رؤية مصر 2030، وكذلك التحول الرقمى الذى تشهده جميع قطاعات الدولة، مشيدًا بالجهود التى يقوم بها بنك المعرفة المصرى لخدمة الباحثين المصريين فى توفير الكم الهائل من المعرفة التي يتيحها البنك في كافة المجالات، فضلاً عن المساهمة فى رفع تصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية دوليًا، ويأتى ذلك تماشيًا مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 والتي تستهدف إتاحة التعليم والتدريب من أجل خلق جيل من الشباب القادر على إحداث طفرة في كافة المجالات بمصر.
واستعرض د. أيمن عاشور إستراتيجية الوزارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتوافق مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى تركز في خططها على تعزيز وضع البحث العلمي في مصر على أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الرابع المرتبط بجودة التعليم والتي تتوافق بشكل كبير مع رؤية مصر ٢٠٣٠، والتي تضع التعليم والبحث العلمي كأحد المحاور الأساسية للتنمية، موضحًا أنه لترسيخ فكر التنمية المستدامة داخل المؤسسات البحثية تم اتخاذ بعض الإجراءات، منها: توجيه الأبحاث العلمية وخاصة الممولة من أكاديمية البحث العلمى أو هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار نحو هدف أو عدة أهداف للتنمية المستهدفة، وذلك أسوة بما قامت به العديد من المجلات الدولية المُحكمة من كُبري دور النشر مثل السيفير.
خطة لتعزيز أداء البحث العلمي فى مصر
وأضاف د.أيمن عاشور أن الوزارة وضعت بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار خطة لتعزيز أداء البحث العلمي فى مصر، والذي يستهدف ربط مخرجات الأبحاث العلمية باحتياجات الصناعة والمجتمع المحلي والدولي، موضحًا أن الخطة تستهدف أيضًا تدريب شباب الباحثين على التقنيات الحديثة، وتحقيق الشراكات البحثية لنقل الخبرات، ونشر فكر الأبحاث البينية عابرة الاختصاص، لافتًا إلى أنه من ضمن مخططنا أيضًا توجيه البحث العلمي إلى قضايا ملحة مثل تغيرات المناخ، وتوفير حياة كريمة للمجتمع المحلي وغيرها من الموضوعات التي توليها الحكومة والدولة أولوية كبري ضمن خطط التنمية.ومن جانبه، أشاد يونجسوك تشى (YS) بالعلاقة الوطيدة التى تربط بين مؤسسة الـ Elsevierوبنك المعرفة المصرى منذ سنوات ماضية، والتي أثمرت عن تميز الباحثين المصريين فى مجال النشر الدولى، وجودة البحوث العلمية المصرية وخاصة فى الأبحاث العلمية المرتبطة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى نشر حوالى (96.995) ورقة بحثية من قبل (90.191) باحث مصري وفقاً لبيانات SciVal خلال الفترة من 2021 - 2019 في المجالات المرتبطة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وكذلك ارتباط ثلث الأبحاث العلمية المصرية المنشورة عالميًا بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فضلاً عن ارتفاع معدل النشر الدولى فى مصر بنسبة 17% سنويًا، والذى يستهدف تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهو ما يزيد عن ضعف المتوسط العالمى، بالإضافة إلى إنتاج نصف المنشورات البحثية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة فى مصر.
وأكد تشى حرص مؤسسة السيفير على دعم الباحثين المصريين بالتعاون مع بنك المعرفة المصرى باعتباره مركز المعرفة الرئيسى فى مصر، من خلال مناقشة الأساليب والإستراتيجيات التى تسهم فى النهوض بمنظومة البحث العلمى فى مصر، فضلاً عن تسويق الأبحاث وبناء القدرات من خلال توفير أدوات البحث العلمي التي تتيح معلومات دقيقة وموثقة عن تصنيف الجامعات المصرية، ومنها: مؤسسة التايمز البريطانى، و QS، و SCImago، مشيراً إلى دور السيفير فى تنمية قدرات الباحثين ورفع المهارات البحثية فى العديد من المجالات، مضيفًا أن السيفير من خلال منصاته يُسهم فى تحديد الوضع الراهن للبحث العلمى فى مصر؛ بهدف الوصول إلى الخطط الإستراتيجية للبحث العلمي فى مصر في جميع المجالات أسوة بما يحدث في العالم.
واستعرض د. يونجسوك تشى بعض مشاريع التعاون مع بنك المعرفة المصرى، ومنها: استضافة Scopus العديد من المجلات المحلية مع توفير الدعم التحليلى والنقدى لها بما يُسهم فى نشرها على نطاق عالمى، والذى ينعكس على زيادة تأثير المجلات العربية، مشيرًا إلى توسيع المبادرات مع بنك المعرفة لتشمل الطلاب الجامعيين إلى جانب طلاب الدراسات العليا، لافتًا إلى إطلاق أول تصنيف للمراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية وسيماجو، والذى احتل فيه المركز القومى للبحوث فى مصر المرتبة الأولى.
وأشاد تشى بتقدم مصر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) والتى تعد المعرفة والابتكار والبحث العلمى هى الركيزة الثالثة لها، فضلاً عن أن مصر تعد المنتج الأول للأبحاث العلمية فى إفريقيا، ورائدًا عالميًا فى مجال أبحاث الطاقة الشمسية، لافتاً إلى مجمع حديقة بنبان للطاقة الشمسية والذى يعد من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى التعاون الوثيق مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وجامعة عين شمس؛ لدعم الاكتشافات الصناعية، وتحسين قطاعى الطاقة والتعدين فى مصر، مؤكدًا حرص السيفير على دعم مصر لتحقيق أهدافها الصناعية من خلال تعزيز البحث العلمى، وخاصة فى مجال أبحاث الطاقة، مشيرًا إلى أن 57% من البحوث المصرية هى نتاج تعاون مع دول الشمال.
وخلال اللقاء، ناقش الجانبان آليات الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية، وكذلك التطورات المحلية فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى بما يتوافق مع رؤية مصر 2030، وكذلك سبل تعزيز زيادة ظهور المجلات العلمية المصرية بالدوريات العالمية، بالإضافة إلى بحث سبل تفعيل مواءمة البحث العلمى فى مصر مع أهداف التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs).
فضلاً عن بناء قدرات الباحثين المصريين من خلال توفير الدورات التدريبية والأنشطة البحثية التى تؤهلهم، وتزيد مهاراتهم العلمية والبحثية فى جميع مراحل حياتهم العلمية والمهنية، بالإضافة إلى التباحث حول أداء البحث العلمى فى مصر فى ضوء الشراكة بين بنك المعرفة المصرى، والسيفير والتى تمتد لأكثر من 5 سنوات، والتى أثمرت عن رفع التصنيف الدولى للجامعات، ومشروع البيانات الضخمة، والمشروعات الإستراتيجية، وكذلك الخطوات المستقبلية للنهوض بالبحث العلمى فى مصر.
وفى ختام اللقاء، اتفق الجانبان على استمرار التعاون فى الفترة القادمة من خلال العديد من الأنشطة، وتحقيق خطوات مستقبلية في تصنيف المراكز البحثية الذي بدأته السيفير بالتعاون مع الوزارة بحيث يشمل جميع المراكز البحثية دوليًا.
حضر اللقاء من الجانب المصرى، د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمى، د. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، د.عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية، د.علا لورانس مستشار بنك المعرفة المصرى.
ومن مؤسسة السيفير، آدم إلكسندر ماكلين رئيس فريق العمل الدولى بمؤسسة السيفير، إبراهيم محمد المدير الإقليمى للسيفير بإفريقيا وأمريكا اللاتينية للحلول البحثية الذكية، وكل من: عمرو دهان، وسامر جمال المديرين الإقليميين للسيفير بإفريقيا.
جدير بالذكر أن مؤسسة Elsevier هي مؤسسة عالمية رائدة في مجال المعلومات والتحليلات، تساعد الباحثين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية على تطوير العلوم، وتحسين النتائج الصحية لصالح المجتمع، وذلك من خلال تسهيل الرؤى واتخاذ القرارات الحاسمة للعملاء عبر النظم البيئية العالمية للبحث والصحة، فضلاً عن مؤسسة السيفير تعد أحد الشركاء الأساسيين في بنك المعرفة المصري، حيث تختص السيفير بتحليل المعلومات، والنشر العلمي.
وتعد مؤسسة السيفير جزء من مؤسسة ريلكو في ولاية نيفادا، والتي تعد المورد العالمي للتحليلات القائمة على المعلومات وأدوات القرار للعملاء المحترفين والشركات، كما تقوم بتقديم الدعم لشركائها فى مجالى البحث والصحة منذ أكثر من 140 عاماً، بالإضافة إلى توظيف 8100 موظف حول العالم، كما يعتمد الباحثون والعاملون في مجال الرعاية الصحية على أكثر من 2500 مجلة رقمية.
وتجدر الإشارة إلى أن بنك المعرفة المصرى (EKB) هو مبادرة رئاسية رائدة بدأت عام 2016؛ بهدف دعم التعليم والبحث العلمي، ونشر العلوم على مستوى الجمهورية من خلال شركاء النجاح من شركات ودور النشر الدولية والإقليمية والمحلية لإتاحة المعلومات، وتنمية المهارات ودعم النشر العلمى الأكاديمى، والمساهمة فى ارتقاء تصنيف الجامعات المصرية، وإعداد خريجين قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل من خلال البرامج المُتميزة المختلفة.
كما يقوم بنك المعرفة المصري بتنظيم العديد من ورش العمل المتخصصة فى مجالات التصنيف الدولي للجامعات المصرية، والتميز في التدريس للعلوم المختلفة، وبرنامج مهارات القيادة وخدمات النشر العلمي بالتعاون مع بيوت الخبرة والنشر العالمية لمختلف مؤسسات وجامعات ووزارات الدولة.
وقد تم اختيار بنك المعرفة المصري من قبل منظمة اليونسكو كأفضل مشروع ومنصة معرفية في العالم، ومن المنتظر أن يٌصدر المجلس التنفيذي لليونسكو قرارًا باعتماده دوليًا.
كما يضم بنك المعرفة بوابة رئيسية لإنتاج ونشر المعلومات المحلية الأكاديمية للجامعات المصرية والمعاهد والمراكز البحثية وأي جهة بحثية أو أكاديمية داخل جمهورية مصر العربية من خلال نظام نشر إلكتروني متكامل وفقاً للمعايير العالمية، وتم نشر ما يقرب من ٨٥٠ مجلة علمية محلية مصرية باللغتين العربية والإنجليزية حتي ديسمبر٢٠٢٢، فضلاً عن أنها تعد نظام تقييم الناتج العلمي المحلي وهو نظام متميز متكامل تم تصميمه للهيئات العلمية لمراقبة وتقييم المجلات العلمية المحلية الخاصة بها، وهو النظام المعتمد الآن للمجلس الأعلى للجامعات.
«العدل» تمنح الضبطية القضائية لـ7 من مسئولي التعليم العالي لملاحقة الكيانات الوهمية
حصاد الدعم المصري لإفريقيا في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي بـ 2022