القصة كاملة فى 95 يوما.. الإعدام ينهي قضية المذيعة شيماء جمال
أسدلت محكمة جنايات الجيزة، الستار على الجريمة التى شغلت الرأى العام، خلال الأيام الماضية، والمتهم فيها، أيمن حجاج -العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي -صاحب شركة، بتهمة قتل الإعلامية شيماء جمال، بعد حوالى '95 يوما'، حيث قضت بمعاقبة المتهمين بالإعدام' شنقا' بعد ورود رأى فضيلة مفتى الديار المصرية.
فى السطور التالية نبرز التسلسل الزمنى منذ لحظة القتل حتى الدفن، وأخر ماقالته الإعلامية وكتبتة على صفحتها الشخصية بالإنستجرام، حتى الحكم بالإعدام على المتهمين.
فى 26 يونيو.. مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها الإعلامية' شيماء جمال' وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها.
٢٧ يونيو.. أصدرت النيابة العامة، بيانا قالت فية إنها تباشر التحقيقات فى قتل الإعلامية شيماء جمال، حيث تلقت بلاغًا من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته المجني عليها شيماء جمال التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية بعد اختفائها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدًا بالتسبب في ذلك، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، إذ استمعت لشهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها الذين شَهِدوا باختفائها بعدما كانت في رفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور، وقد ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه.
رفع الحصانة.. ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية استصدرت النيابة العامة من تلك الجهة إذنًا باتخاذ إجراءات التحقيق ضدَّه بشأن الواقعة المتهم فيها، وبموجبه أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره.
تتبع خط السير.. وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثَلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته، وانتقلت برفقته إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان المجني عليها فيه، فعثرت عليها به، وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة.
حبس الشريك
وفى ٣٠ يونيو.. رصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام -عقبَ إصدار البيان السابق في الواقعة- تداولَ منشورات ومقاطع مصورة بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تتضمن الادعاء بانتفاء صلة المتهم الذي أرشد عن جثمان المجني عليها بالواقعة، وانعدام صلته بالاتهام المسند إليه، وحبسه احتياطيًّا بغير سند، وذلك على خلاف الحقيقة التي انتهت إليها التحقيقات، فضلًا عن استغلال البعض الواقعة للإيهام والترويج بوجود تمييز في إجراءات التحقيق بها وبطئها عن تحقيقات وقائع أخرى، بدعوى وضع اعتبار لطبيعة وظيفة زوج المجني عليها المتهم بقتلها، على خلاف المفترض، وغير المتقبل حدوثه.
المحبوس شريك الزوج.. فإن النيابة العامة تؤكد أولًا أنَّ المتهم المحبوس احتياطيًّا على ذمة القضية، والذي أرشد عن مكان دفن جثمان المجني عليها، وبعد ظهور الجثمان أبدى رغبته في الإدلاء ببعض الأقوال، والتي كان حاصلها أنه أقر في التحقيقات بتصريح زوج المجني عليها إليه بتفكيره في قتلها قبل ارتكابها الجريمة بفترة، ووضعهما لذلك معًا مخططًا لقتلها، وقبوله مساعدته في تنفيذ هذا المخطط، وقيامهما بدفنها سويًّا عقب قتلها نظير مبلغ ماليٍّ وعده به، فنفَّذ ما اتفقا عليه، مما يجعله ذلك متهمًا بوصفه فاعلًا أصليًّا في الجريمة على خلاف المتداول بمواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قررت معه النيابة العامة حبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وكذلك قررت المحكمة المختصة مدَّ حبسه.
تلف الأدلة عمدا.. وفي إطار الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة في تلك التحقيقات منذ بدئِها، كانت قد تتبعت خط سير الجانيَيْن يوم الواقعة لفحص ما به من آلات مراقبة لضبطها ومشاهدتها، وأجرت تفتيشًا لإحدى الوحدات السكنية ذات الصلة، وفحصت عددًا من الأجهزة الإلكترونية، والتي منها ما أُتلف عمدًا لإخفاء ما به من معلومات، فندبت النيابة العامة خبراء متخصصين لاتخاذ إجراءات استرجاعها، كما استجوبت النيابة العامة المتهم المذكور الذي أرشد عن الجثمان في إقراره المُبين تفصيلًا، وندبت مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، وفحص الآثار البيولوجية العالقة ببعض الأشياء المعثور عليها بمسرح الجريمة، والاستعلام من شركات الاتصالات عن بيانات بعض العمليات المجراة عبر شرائح هاتفية محددة، وتحديد نطاقاتها الجغرافية وقت الحادث، واستدعاء مَن لديهم معلومات حول الواقعة لسماع شهادتهم.
الخميس 30 يونيو مساءا.. أُخطرت النيابة العامة بإلقاء القبض على زوج المجني عليها نفاذًا لأمر ضبطه وإحضاره، وجارٍ عرضه على النيابة المختصة لاستجوابه.
وفى 1 يوليو.. قررت النيابة العامة حبس زوج المجني عليها الإعلامية.. شيماء جمال احتياطيًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه وآخر بقتلها عمدًا مع سبق الإصرار، وجار استكمال التحقيقات.
فى 2 يوليو.. قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة، تجديد حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معه، وكان المتهم مرتديا تي شيرت رصاصي، وبنطال، ونظارة نظر، خلال التجديد.
فى 2 يوليو.. قررت النيابة العامة إجراء تحليل 'DNA'، وأخذ البصمة الوراثية لوالدة المجنى عليها الإعلامية شيماء جمال، وذلك للتأكد أن الجثة لها من عدمة.
وفى 3 يوليو.. صرحت النيابة العامة بالدفن، واستلام أسرتها الجثمان من مشرحة زينهم بمنطقة السيدة زينب.
فى 4 يوليو… وسط حالة من البكاء والانهيار والصراخ ، تم دفن جثمان الإعلامية شيماء جمال بمقابر عين الصيرة بعد تشييع جثمانها من مسجد السيدة نفسية.
النائب العام يأمر بإحالة المتهمين المحاكمة الجنائية
ويوم الخميس 7 يوليو، أمر المستشار حماده الصاوي النائب العام بإحالة القضية المتهم فيها كلٌّ من/ أيمن حجاج -العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي -صاحب شركة إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًّا على ذمة المحاكمة؛ وذلك لمعاقبتهما على ما اتُّهما به من قتلهما المجنيَّ عليها/ شيماء جمال –زوجة الأول- عمدًا مع سبق الإصرار، حيث أضمر المتهمُ الأول التخلص منها إزاءَ تهديدها له بإفشاء أسرارهما، ومساومته على الكتمان بطلبها مبالغ مالية منه، فعرض على المتهم الثاني معاونته في قتلها، وقَبِل الأخير نظيرَ مبلغٍ ماليٍّ وعده الأولُ به، فعقدا العزم وبيَّتا النية على إزهاق روحها، ووضعا لذلك مخططًا اتفقا فيه على استئجار مزرعة نائية لقتلها بها وإخفاء جثمانها بقبر يحفرانه فيها، واشتريا لذلك أدواتٍ لحفر القبر، وأعدَّا مسدسًا وقطعة قماشية لإحكام قتلها وشل مقاومتها، وسلاسل وقيودًا حديدية لنقل الجثمان إلى القبر بعد قتلها، ومادَّة حارقة لتشويه معالمه قبل دفنه، وفي اليوم الذي حدداه لتنفيذ مخططهما استدرجها المتهم الأول إلى المزرعة بدعوى معاينتها لشرائها، بينما كان المتهم الثاني في انتظاره بها كمخططهما، ولما ظفرا هنالك بها باغتها المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبض المسدس، فأفقدها اتزانها وأسقطها أرضا، وجثم مطبقًا عليها بيديه وبالقطعة القماشية حتى كتم أنفاسها، بينما أمسك الثاني بها لشل مقاومتها، قاصدين إزهاق روحها حتى أيقنا وفاتها مُحدثَيْنِ بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، ثم غلّا جثمانها بالقيود والسلاسل وسلكاه في القبر الذي أعداه، وسكبا عليه المادة الحارقة لتشويه معالمه.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل على المتهمين من شهادة عشرة شهود من بينهم صاحب المتجر الذي اشترى المتهمانِ منه أدوات الحفر والمادة الحارقة، وكذا إقراراتُ المتهميْنِ تفصيلًا في التحقيقات، والتي استهلت بإرشاد المتهم الثاني عن مكان الجثمان بالمزرعة وبيانه تفصيلات الجريمة، ثم إقرار المتهم الأول عقب ضبطه بارتكابه واقعة القتل.
هذا فضلًا عما ثبَت في تقرير الصفة التشريحية الصادر من مصلحة الطب الشرعي الذي أكَّد أن وفاة المجني عليها بسبب كتم نفسها والضغط على عنقها، وما أحدثه هذا الضغط من سد للمسالك الهوائية، بما يشير إلى أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الذي انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقاتها، وفي تاريخ معاصر.
كما تضمنت الأدلة قِبَل المتهميْنِ وجود البصمتيْنِ الوراثيتيْنِ الخاصتيْنِ بالمتهميْنِ على القطعة القماشية التي عُثر عليها بجثمان المجني عليها، والمستخدمة في الواقعة، فضلًا عن ثبوت تواجد الشرائح الهاتفية المستخدمة بمعرفة المتهميْنِ والمجنيِّ عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لبرج الاتصال الذي يقع بالقرب من المزرعة محل الحادث.
وأخيرًا فقد أسفرت التحقيقات عن شبهة ارتكاب المتهم الأول جرائم أخرى، قررت النيابة العامة نسخ صورة منها للتحقيق فيها استقلالًا.
بدء محاكمة المتهمين
وفى 20 يوليو… بدأت محكمة جنايات الجيزة، أولى جلسات محاكمة المتهمين، وسط حراسة أمنية مشددة.
إحالة للمفتى
وفى 16 أغسطس، قررت المحكمة إحالة المتهمين لفضيلة مفتى الديار المصرية، لإبداء الرأى الشرعي فى إعدامهما.
الإعدام
وفى 11 سبتمر… قضت محكمة جنايات الجيزة، بإعدام المتهمين 'شنقا' بعد ورود رأى فضيلة المفتى.
مذيعة الهيروين
عرفت الإعلامية شيماء جمال بهذا الأسم قبل 5 أعوام، حيث إنها قامت علي الهواء مباشرة من هلال برنامجها 'المشاغبة' بإخراج لفافة من مخدر الهروين، واستنشقته أمام الجمهور، ومن بعدها عرفت بهذا الاسم، وغابت بعدها عن الأنظار، عقب صدور قرار بمنعها من تقديم البرنامج لـمدة 3 أشهر.
كلمات المذيعة التي كتبتها قبل اختفائها عبر حسابها على إنستجرام.. هي: 'ناس بتبان في الخصام والبُعد والخناقات يا بنتي، سيبك من الشوية الحلوين اللي في الأول دول، هتعرفي أصل كل واحد لما تحطيه في ضغط، لما تعتمدي عليه أو تبيني له نقطة ضعفك، ساعتها هتعرفي الشخص ده على حقيقته'.