المتحف المصري الكبير يكتب التاريخ.. 8 شهادات أيزو وإنجاز غير مسبوق عالميًا
تشهد مصر استعدادات مكثفة لحدث تاريخي ينتظره عشاق الحضارة الفرعونية حول العالم، مع اقتراب موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير المقرر في الأول من نوفمبر المقبل، في حدث يمثل نقلة نوعية على مستوى الصناعة المتحفية العالمية.
المتحف المصري الكبير يحطم الأرقام القياسية
ويمثل المتحف نموذجًا استثنائيًا للدمج بين عراقة التراث الحضاري والتكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية، حيث يعتمد على معايير متقدمة في استخدام الإنارة الطبيعية ومصادر الطاقة النظيفة، ما يجعله منصة ثقافية وسياحية متكاملة تجمع بين عظمة الماضي وتقنيات المستقبل.رقم قياسي عالمي في موسوعة جينيس حقق المتحف المصري الكبير إنجازًا استثنائيًا في ديسمبر 2019، عندما دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال رسم لوحة فنية ضخمة لقناع الملك توت عنخ آمون باستخدام 7260 كوب قهوة مصنوع من الموزاييك.
وامتدت اللوحة الفنية، التي رُسمت كرمز للمحبة والترحيب، على مساحة 60 مترًا مربعًا بالساحة المؤدية إلى منطقة المطاعم المفتوحة، وذلك ضمن الجهود الترويجية المبتكرة للمتحف قبل افتتاحه الرسمي.
حصاد غير مسبوق من شهادات الأيزو الدولية نجح المتحف المصري الكبير في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق على المستويين الإقليمي والدولي، بحصوله على ثماني شهادات ISO في مجالات حيوية متعددة، ليصبح أول متحف في العالم يحصد هذا العدد من الشهادات الدولية المعتمدة.
وتشمل الشهادات الحاصل عليها المتحف: شهادة نظام إدارة البيئة (ISO 14001:2015)، وشهادة نظام إدارة الجودة (ISO 9001:2015)، بالإضافة إلى شهادة نظام إدارة السلامة والصحة المهنية (ISO 45001:2018).
الالتزام بالمعايير البيئية ومكافحة الانبعاثات الكربونية في خطوة تؤكد التزام المتحف الكامل بالمعايير الدولية للحد من التأثيرات البيئية السلبية، تم اعتماد تقرير الانبعاثات الكربونية من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بالتعاون مع المجلس الوطني للاعتماد (EGAC) قبيل الافتتاح الرسمي.
كما حصل المتحف على 'الشهادة الذهبية لنظام الهرم الأخضر المصري'، وهي أعلى مستويات التصنيف المحلي للمباني المستدامة، إلى جانب جائزة أفضل مشروع في البناء الأخضر.
أول متحف أفريقي يحصل على شهادة EDGE Advanced توج التزام المتحف بالاستدامة البيئية بحصوله على شهادة 'EDGE Advanced' الدولية من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، ليصبح أول متحف في قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط يحصل على هذا الاعتماد الرفيع، تقديرًا لالتزامه الصارم بمعايير البناء الأخضر المستدام.
تقنيات ذكية للتشغيل المستدام وكفاءة الطاقة اعتمد المتحف المصري الكبير منظومة متكاملة من التقنيات الذكية لضمان التشغيل الأمثل والمستدام، حيث تم تركيب أنظمة إدارة الطاقة الذكية التي تراقب استهلاك الكهرباء والمياه بشكل دقيق ومستمر.
وتعتمد المنظومة على الخلايا الشمسية التي توفر جزءًا كبيرًا من احتياجات المبنى من الطاقة النظيفة، إلى جانب استخدام نظم الإضاءة LED منخفضة الاستهلاك، وتقنيات التهوية الطبيعية والعزل الحراري المتطور.
كما تم تصميم واجهات زجاجية بدقة فائقة لاستغلال الإضاءة الطبيعية وتقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية، مع الحفاظ التام على سلامة المقتنيات الأثرية النادرة.
إدارة مستدامة للمياه والنفايات في مجال إدارة الموارد المائية، يستخدم المتحف أنظمة متطورة لجمع مياه الأمطار وإعادة تدويرها لري المساحات الخضراء المحيطة بالمبنى، بالإضافة إلى تركيب أجهزة توفير المياه في جميع المرافق العامة.
ويطبق المتحف استراتيجيات فعالة لإعادة تدوير النفايات وتقليلها في مراحل البناء والتشغيل، بهدف تعزيز ثقافة بيئية واعية بين العاملين والزوار على حد سواء.
مرافق متكاملة تجمع بين التراث والحداثة يضم المتحف المصري الكبير قاعات عرض ضخمة مجهزة بأحدث التقنيات، ومراكز ترميم متقدمة تستخدم أحدث الأساليب العلمية في صيانة الآثار، إلى جانب منطقة تعليمية مخصصة للأطفال، ومراكز بحثية متخصصة في علم المصريات. توثيق الإجراءات الاحترازية خلال جائحة كورونا
في إطار حرصه على التوثيق الشامل، أصدر المتحف كتيبًا بعنوان 'لم نتوقف يومًا في مواجهة كورونا'، يوثق جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتُخذت خلال فترة الجائحة، لضمان استمرارية العمل وحماية العاملين.
تأثير إيجابي متوقع على السياحة المصرية من المتوقع أن ينعكس حصول المتحف على هذا الكم الاستثنائي من الشهادات الدولية بشكل إيجابي على تنشيط حركة السياحة المحلية والدولية، حيث سيجد الزائر اهتمامًا ملحوظًا بالجودة والبيئة والسلامة، ضمن آليات مُعدة خصيصًا لقياس رضا الزوار وتحسين تجربتهم.
كنوز توت عنخ آمون مجتمعة لأول مرة يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث سيعرض لأول مرة في التاريخ أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون مجتمعة في مكان واحد، إلى جانب مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ويمثل المتحف أحد أهم المشروعات القومية الاستراتيجية التي تنفذها الدولة المصرية، لترسيخ مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية رائدة.
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض