المصريون في فرنسا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة رغم البرد الشديد

توافد عدد كبير من أبناء الجالية المصرية بفرنسا إلى مقار اللجنة الانتخابية بالسفارة المصرية بباريس، في اليوم الأول للتصويت في الإنتخابات الرئاسية 2024 للمصريين في الخارج، والذي بدأ صباح اليوم /الجمعة/ في التاسعة صباحا (بتوقيت باريس)، ولمدة ثلاثة أيام.

وعلى مدار اليوم؛ وبالرغم من شدة برودة الطقس في باريس، حرص أبناء الجالية المصرية بفرنسا منذ الصباح الباكر على التوافد إلى مقر اللجنة الانتخابية بالسفارة للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الدستوري.

وكانت البعثة الدبلوماسية المصرية بفرنسا قد اتخذت كافة التدابير اللوجيستية والتنظيمية لضمان حسن سير عملية التصويت، وتوفير أكبر قدر من الراحة للمصوتين القادمين من مختلف البلديات الفرنسية وتوفير كل ما يمكن لإجراء هذه العملية الانتخابية بكل سهولة وسلاسة.

وأقامت السفارة المصرية خيمة أمام مدخل اللجنة الانتخابية لحماية المصوتين من الأمطار، نظرا لما تشهده باريس من أمطار وبرد شديد، وذلك لانتظار دورهم لدخول اللجنة الانتخابية.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الناخبون تجمعوا وسط أجواء من البهجة والوطنية أمام اللجان الانتخابية حاملين الأعلام المصرية، حريصين على المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري المهم، مرددين "تحيا مصر".

وأكد عبدالرحمن محمد أحد المواطنين المشاركين في عملية التصويت أهمية المشاركة لاختيار قيادة سياسية رشيدة للبلاد لأن بلادنا تستحق.. أما المواطن عبد الحميد النقريش، أكد :"كلنا هنا لكي نقف خلف القيادة السياسية ولتلبية نداء الوطن، ونمارس حقنا الانتخابي الذي طالبنا به مرارا وتكرارا وكلنا هنا لكي نختار رئيسا للجمهورية من أجل أمن وأمان مصر ومن أجل استقرارها". وأضاف أن هذا "واجب وطني ونشارك لمصلحة البلاد، ولكي تستمر مسيرة التنمية والاستقرار".

كما كانت هناك مشاركة من كبار السن أيضا مثل السيد مختار، والذي يبلغ من العمر 75 عاما، حيث أكد أنه "حرص على المشاركة لأن هذا واجب وطني ونلبي نداء الوطن بالرغم من هذا البرد الشديد".

وشهدت العملية الانتخابية مشاركة كبيرة من جميع فئات المجتمع، من بينهم رجال الدين مثل القمص جوزيف اسطفانوس، الناطق الرسمي لإيبارشية باريس وشمالي فرنسا للأقباط الأرثوذكس، الذي أكد "نأتي اليوم انطلاقا من حرصنا الشديد على أن ندلي بصوتنا وهذا حق تكفله الدولة لكل شرائح المجتمع.. ونحن متفائلون للغاية بالمرحلة والفترة القادمة بالرغم من الصعوبات والمشاكل المحاطة بمصر، ولكن ثقتنا في القيادة السياسية وفي بلادنا، تجعلنا مطمئنين وتحثنا على أن نقوم بواجبنا الوطني".

كما كانت هناك مشاركة كبيرة من الشباب بالرغم من أن اليوم الجمعة هو يوم عمل في البلاد، وذلك "انطلاقا من المسؤولية الوطنية لديهم وإدراكا منهم بتطورات الوضع بالشرق الأوسط وهو الأمر الذي يؤكد "ضرورة اختيار رئيس قوي للبلاد"، وهو ما أكده أحد الشباب الذي حرص على تواجده بالرغم من أن هذا اليوم يوم عمل.

أما المرأة المصرية، فقد شهدت عملية التصويت مشاركة بارزة للمواطنة المصرية منذ الصباح الباكر.. "منى محمد" أحد المواطنات المصريات، قالت: "متحمسة جدا إني نزلت وأشارك في الانتخابات ومعي اطفالي وأدلي بصوتي بالرغم من هذا البرد لان هذا أمر مهم وبلادنا تستحق وأتمنى أن تستكمل مسيرة التطور والتنمية".

كما أكدت ايفون عازر أن مشاركتها مهمة لممارسة حقها الدستوري، وهذا استحقاق وطني، وفي مصلحة بلادنا"، مثلما أوضحت جيهان جادو التي أكدت أن هذا "واجب وطني على كل مصري ومصرية ويجب أن نكون إيجابيين إدراكا منا بأن صوتنا مهم لاختيار رئيس مصر القادم، ونستكمل مسيرة التقدم والتنمية".

أما سارة خلف، إحدى الشابات اللاتي حرصن على التواجد اليوم بمقر اللجنة الانتخابية منذ الصباح، فقد أكدت أهمية مشاركتها لكي تقف بجانب بلادها "مصر"، التي طالما ما تشجعها، قائلة "مهتمة بالمشروعات القائمة في مصر وطننا الذي دائما ما يقف بجانبنا على المستوى المهني وكل المشروعات المهنية التي نقوم بها وعلى المستوى الشخصي أيضا".

ويأتي موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في توقيت بالغ الأهمية بالنظر إلى الأوضاع والأزمات التي تمر بها المنطقة ما يؤثر على الأمن القومي المصري، وهو الأمر الذي يتطلب درجة عالية من الوعي والمشاركة بفاعلية في هذه العملية الانتخابية، من أجل المساهمة في رسم خريطة مستقبل مصر واختيار قيادتها السياسية بإرادة حرة ومستقلة.

وعلى مدار الفترة الماضية، كان هناك تحركا مكثفا على جميع المستويات ومن خلال تنظيم ندوات ومؤتمرات لتشجيع أبناء مصر المقيمين بفرنسا على ممارسة حقهم الدستوري في اختيار رئيس للبلاد.

وقد فتحت السفارة المصرية بباريس والقنصلية العامة بمارسيليا أبوابهما، صباح اليوم أمام المصريين المقيمين بالأراضى الفرنسية والراغبين فى الإدلاء بأصواتهم فى الجولة الأولى من الانتخابات والتى يتنافس فيها أربعة مرشحين وهم: الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.

ومن المقرر أن يتم غلق صناديق الاقتراع باللجنة الانتخابية بمقر السفارة في تمام التاسعة مساء (بتوقيت فرنسا).

وإزاء التحديات الكبيرة التي تحيط بالبلاد من أزمات وصراعات، يحرص المصريون للغاية على المشاركة هذه المرة في الانتخابات، إدراكا منهم بأن هناك خطرا يداهم الوطن، الأمر الذي يتطلب اختيار قيادة حكيمة قادرة على مواجهة تلك التحديات، يلتف خلفها المصريون بالداخل والخارج ويستكمل مسيرة التنمية في البلاد.