96 عامًا هي رحلتها في هذه الحياة.. ظل صامدةً قويةً لها طابع خاص يعرفه الجميع.. فلا تقبل بأي تنازلات في العرف الملكي لا في ارتداء الملابس أو في غيره، بل وتفرض ذلك على جميع أفراد العائلة الملكة.. لترحل الآن بعد رحلة عمر طويلة في هذه الحياة، وخبر وفاتها يتصدر المشهد في كل أرجاء المعمورة.. إنها العاهلة البريطانية إليزابيث الثانية.

وبعد ساعاتٍ من الغموض والريبة والترصد، خرج قصر باكينجهام الملكي ليقطع الشك باليقين ويعلن وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمرٍ تجاوز الـ96 عامًا، أمضت معظمه أعوامها، وهي تجلس على عرش بريطانيا، كأكثر من جلس عليه، بل من الصعب أن ينافسها أحد بعدها ويظل ملكًا لبريطانيا مثلها لأكثر من 70 عامًا.

وقال البيان إن 'الملكة رحلت بسلام في قلعة بالمورال بعد ظهر اليوم، وسيبقى الملك والملكة في بالمورال الليلة ويعودان إلى لندن غدا'.

بريطانيا أعلنت الحداد على وفاة الملكة إليزابيث وتهالت عبارات النعي والحزن على وفاتها، بعد عقودٍ من الزمن عاشتها، أغلبها على عرش المملكة المتحدة.

بداية توليها

في 6 فبراير 1952، بدأت قصة الملكة إليزابيث مع تولي عرش المملكة المتحدة، عقب وفاة والدها الملك جورج السادس في ذلك اليوم.

كانت الملكة إليزابيث رفقة زوجها الأمير فيليب، في رحلة آنذاك إلى كينيا في أدغال أفريقيا، حينما جاءها خبر وفاة أبيها، لتصبح هي الوريثة الشرعية لعرش بريطانيا، وتُرسم ملكة على البلاد.

ولم تتولى إليزابيث عرش إنجلترا أو بريطانيا فحسب، فهي كانت الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجمُوع ثلاثة وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها، كما ترأس كنيسة إنجلترا الانجليكانية.

منذ 6 فبراير 1952 كانت الملكة إليزابيث هي ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وهي رئيسة الكومنولث وملكة 12 دولة أصبحت مستقلة منذ انضمامها، وهي: جامايكا، باربادوس، باهاماس، جرينادا، بابوا غينيا الجديدة، جزر سليمان، توفالو، سانت لوسيا، سانت فينسنت والجرينادين، بليز، أنتيجوا وباربودا، سانت كيتس ونيفيس.

وخلال حياتها شهدت الملكة إليزابيث الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة بين المعسكر الغربي والاتحاد السوفيتي، وأحداث 11 سبتمبر، وشهدت الحرب الأمريكية على العراق ودخول قوات بلادها إلى جانب القوات الأمريكية والمشاركة في هذا الغزو، وكثير من الأحداث الكبرى التي عرفها العالم، على مدار حقبات زمنية متباعدة.

أطول ملوك بريطانيا حكمًا

وفي 9 سبتمبر عام 2015، أصبحت الملكة إليزابيث صاحب أكبر مدة حكم من بين ملوك بريطانيا، وأكثرهم جلوسًا على العرش منذ أكثر من ألف سنة، وذلك بعدما تخطت الملكة فيكتوريا، صاحبة الـ63 سنة في تولي العرش في بريطانيا، بين عامي 1837 و1876.

وفي 9 أبريل 2021، فقدت الملكة إليزابيث شريك حياتها بعد عمرٍ مديدس، الأمير فيليب، الذي رحل عن عالمنا بعد أن كان على وشك بلوغ القرن من عمره، فمات وهو في عمر الـ99 عامًا.

وفي 6 فبراير هذا العام، احتفلت الملكة إليزابيث بيوبيلها البلاتيني (70 عامًا) على مكوثها في عرش بريطانيا، لتكون هذه آخر مرة تحتفل بذكرى جلوسها على العرش.

وبعد وفاة زوجها الأمير فيليب بعام و5 أشهر لحقت به الملكة إليزابيث، تاركةً عرش بريطانيا لنجلها ووريثها الأمير تشارلز، الذي سيصبح ملكًا على بريطانيا.

حشود أمام قصر باكنجهام بعد تدهور صحة الملكة إليزابيث

بايدن: قلوبنا مع الملكة إليزابيث الثانية