برلماني: العلاقات المصرية الإماراتية وتشكل نموذجًا للشراكة الاستراتيجية ودعم استقرار المنطقة

أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لشقيقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم في القاهرة، يمثل محطة جديدة في مسيرة العلاقات المصرية ـ الإماراتية، التي انطلقت منذ أكثر من خمسين عامًا ومازالت تواصل تقدمها بخطى ثابتة ومنظمة نحو تحقيق المزيد من النمو على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات الأخوية تقوم على أسس راسخة وجذور عميقة، عكستها المواقف المتبادلة بين البلدين في أصعب الظروف، مما يجعلها نموذجًا للتعاون العربي المشترك.
وأضاف أن العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي لم تقتصر على البعد السياسي أو الدبلوماسي فحسب، بل شملت مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري، حيث تُعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر بإجمالي استثمارات تتجاوز 38 مليار دولار خلال العام المالي 2024/2023، فضلًا عن خطط لزيادتها خلال السنوات المقبلة.
وأكد أن مشروع رأس الحكمة يمثل نقلة نوعية في هذا السياق، كونه واحدًا من أكبر المشروعات الاستثمارية في المنطقة، إذ تصل قيمة الاستثمارات الإماراتية فيه إلى نحو 35 مليار دولار، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في الاقتصاد المصري ويمنحه دفعة قوية نحو تحقيق معدلات نمو مستدامة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن التبادل التجاري بين البلدين شهد نموًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تجاوز 6 مليارات دولار في عام 2024، ما يبرز أهمية الشراكة الاقتصادية التي أصبحت ركيزة أساسية في دعم مسيرة التنمية بمصر وتعزيز مكانة الإمارات كشريك استراتيجي موثوق.
وشدد على أن التوافق المصري الإماراتي تجاه القضايا الإقليمية والدولية ليس وليد اللحظة، لكنه في هذه المرحلة يكتسب أهمية استثنائية، في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات ممتدة ومحاولات لإعادة تشكيل التحالفات، منوهاً بأن البلدين يجتمعان على استراتيجية موحدة تستهدف حماية الأمن القومي العربي، ودعم استقرار المنطقة، والبحث عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية، بما يعزز فرص السلام.
وأوضح أن مصر والإمارات اليوم يلعبان دورًا محوريًا في صياغة موقف عربي موحد قادر على مواجهة التحديات الراهنة، وأن هذه الشراكة المتينة تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى تؤكد أن العلاقات المصرية الإماراتية هي علاقة شراكة مصير وليست مجرد تعاون مرحلي.