بسبب خلافات أسرية.. تفاصيل مأساة 3 أطفال ينامون في مدخل عمارة ببورسعيد

افترش ثلاثة أطفال الأرض الباردة، في مدخل عمارة سكنية بحي شعبي في بورسعيد، التفوا حول بعضهم للاحتماء من الليل، بينما مرت بجوارهم عشرات العيون التي لم تنم، وقلوب المواطنين التي ضاقت بهذا المشهد القاسي لم تكن هذه مجرد صورة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل نداء إنساني ملح استوجب التدخل الفوري.
وانتشرت الصورة خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق تواجد ثلاثة أطفال بلا مأوى في مدخل إحدى العمارات، ما أثار تعاطفًا واسعًا واستياءً شعبيًا في بورسعيد.
واستجابةً لهذا النداء الإنساني، وجه اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، تعليمات عاجلة إلى مديرية التضامن الاجتماعي بسرعة التدخل، مؤكدًا أن سلامة الأطفال ورعايتهم "أولوية لا تقبل التأجيل".
وتحرك فريق التدخل السريع بمديرية التضامن، بقيادة الدكتورة إنجي حسن، مديرة المديرية، إلى موقع البلاغ.
أجرت الفرق بحثًا اجتماعيًا شاملًا، تبين من خلاله أن الأطفال ليسوا بلا أسرة، بل إن الأب والأم والجد والجدة جميعهم على قيد الحياة.
وقالت الدكتورة إنجي حسن إن الخلافات الحادة بين الوالدين كانت السبب المباشر في ترك الأطفال بهذا الوضع المأساوي، موضحة أن الأسرة لم تتخذ أي إجراء لحمايتهم أو إعادتهم إلى المنزل.
وأكدت إنجي أن المديرية بدأت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حماية الأطفال، مشددة على أن الأولوية الآن هي إعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم.
وقال اللواء محب حبشي في تصريحات صحفية إن فرق الرصد والتدخل السريع تعمل على مدار الساعة لرصد أي حالات مشابهة والتعامل معها فوريًا، مضيفًا أن ما جرى "لن يُسمح بتكراره".
وأكد المحافظ أن سلامة الأطفال مسؤولية جماعية، مشيرًا إلى أن الدولة لن تتهاون مع أي إهمال أو تقصير يؤدي إلى تعريض الصغار للخطر.