«بقدم مبتور وجسد محروق».. قصة جنة الطفلة التي اغتصبها خالها وقتلتها جدتها وشيّعها الآلاف
كتب - عمر حسن
بقلوب يعتصرها الألم، ووجوه يعتريها الصراخ، شيّع الآلاف من أبناء قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين، بمحافظة الدقهلية، اليوم، جثمان الطفلة «جنة»، صاحبة الأربعة أعوام، التي تحولت إلى أيقونة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما ذاقت على يد جدتها لأمها شتى ألوان التعذيب، لينتهي بها الحال جثة هزيلة مشوّه، يتصارع الآلاف لتشييعها إلى مثواها الأخير.
وفاة الطفلة جنة ضحية تعذيب جدتها
طفولة بائسة
لأبوين كفيفين، وُلدت «جنة محمد سمير حافظ»، لتجد نفسها في قلب حياة أسرية مضطربة، انتهت بالانفصال وهي في عمر الأربعة أشهر، لتنتقل للعيش مع والدها، رفقة شقيقتها الكبرى «أماني»، إلى أن حكمت المحكمة بضم الطفلتين إلى حضانة الأب، في أكتوبر الماضي، وكانت «جنة» قد جاوزت عامها الثالث، في كنف والدها، على حد قوله في تصريحات صحفية.
وصلات التعذيب
على يد جدتها لأمها «صفاء»، وخالها «رضا»، ومسمع من أمها الكفيفة، تعرضت الطفلة البريئة «جنة» لشتى ألوان التعذيب، بذريعة منع تبولها اللا إرادي، والتي وصلت إلى حد الكيّ بالنار في أعضائها التناسلية وقدميها، واغتصابها على يد خالها.
استمرت وصلات التعذيب لعدة أيام، ما اضطر الجدّة - عديمة الرحمة - للتوجه إلى المستشفى وتوقيع الكشف على حفيدتها، التي استحوذت الحروق على نسبة كبيرة من جسدها، فأصابها بالتشوّه، الأمر الذي أثار حفيظة الأطباء في مستشفى شربين المركزي، خاصة لوجود تورم شديد بالقدم اليسري.
وتبين من توقيع الكشف الطبى على الطفلة أنها في حالة حرجة حيث أجرى فريق طبي جراحة دقيقة للطفلة وتم بتر قدمها اليسرى، كما تبين إصابتها بتهتك في الرحم وفشل كلوي، وتسمم في الدم بسبب الغرغرينة التي نتجت عن عدم علاج كسر في قدمها اليسرى لأيام.
ملاك يطير للجنة
لم يتحمل جسدها الهزيل آثار عملية بتر القدم، ولا الحروق التي نالت من جلدها الرقيق، وكأنها أبّت ألا تكمل حياتها في هذا العالم الذي أذاقها ألوانًا من العذاب وهي لم تتخطَ بعد عامها الرابع، لتطير إلى الجنّة.
يد القدر امتدت لتنتشل الملاك البريء من قبضة جدّتها، وذلك قبل وصول يد العدالة التي بدأت تتحرك بعد تلقي مدير أمن الدقهلية، اللواء فاضل عمار، إخطار من العميد سامي الحديدي، مأمور مركز شربين، يفيد بورود بلاغ من مستشفى شربين المركزي، والذي يروي قصة وصول «جنة» رفقة جدتها.
ألقت قوات الأمن القبض على الجدة «صفاء»، وأثبت التقرير الطبي المبدئي بمستشفى شربين المركزي في محافظة الدقهلية، عقب توقيع الكشف على الطفلة أماني محمد سمير «6 سنوات» شقيقة الطفلة جنة، وجود آثار حريق في مناطق حساسة «العضو التناسلي».
غادرت «جنّة» على أكتاف أبناء قريتها لمثواها الأخير، وتركت في صدور أهلها وذويها ومتابعي قصتها جرحًا غائرًا سيظل ينزف طويلا، لكن قصتها حرّكت المجلس القومي للطفولة والأمومة، والذي أصدر بيانا اليوم، أكد فيه على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة جنة، فضلا عن تقديم كافة سبل الدعم النفسي لها.
من جانبه أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة عن تبني الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لحالة الطفلة شقيقة ضحية التعذيب 'جنة' والمقيمة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، حيث عرض فضيلته التكفل برعاية الطفلة وتقديم كافة سبل الدعم لها من علاج وإعادة تاهيل نفسي ورعاية دراسية لإخراجها من حالة الخطر المعرضة لها بالتعاون مع المجلس.
وكان الإمام الأكبر قد علق على وفاة الطفلة جنة، قائلًا: 'تألمت كثيرًا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة 'جنة'، تلك الطفلة الملائكية التي تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى'.
وتابع شيخ الأزهر: 'الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب في غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعًا أمام مسئولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم، وأطالب بتوقيع أقصى العقوبة القانونية على من سولت له نفسه المريضة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية، وأدعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل مكروه وسوء'.
على صعيد آخر وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة غادة والي، بتسجيل محمد سمير، والد الطفلة جنى صاحبه الخمس سنوات المتوفية نتيجة تعذيب الجدة والخال، في برنامج «تكافل وكرامة»، وصرف مساعدة شهرية بقيمة 300 جنيه، بجانب صرف مساعدة دفعة واحدة بمبلغ ٥٠٠ جنية .
وقالت التضامن في بيان رسمي: «بعد قرار النيابة العامة بإيداع الطفلة أماني محمد سمير شقيقة جنى في إحدي دور الرعاية بالدقهلية٬ وجهت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بتقديم كافة أوجه الدعم للطفلة وأسرتها، وقامت بالفعل وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالدقهلية وفريق التدخل السريع بالوزارة بتشكيل فريق للدعم النفسي لبدء جلسات تأهيلية مع وضع برنامج طبي لعلاج آثار التعذيب».
كما وجهت وزيرة التضامن بتوفير كافة الخدمات للمواطن محمد سمير حافظ والد الطفلة جنى صاحبه الخمس سنوات المتوفية نتيجة تعذيب الجدة والخال، والتى تداولت قصتها صفحات التواصل الاجتماعى وهم حاليا محبوسان على ذمه التحقيقات التى تجريها النيابة العامة بشربين محافظة الدقهلية وتم تسجيل المواطن المذكور ببرنامج تكافل وكرامة وتم حجز كشف طبى له بالمجالس الطبية بالمنصورة ، كما تم تسجيله للحصول على كارت الخدمات المتكاملة لإعاقة وتم صرف مساعدة دفعة واحدة بمبلغ ٥٠٠ جنية وتم صرف مساعدة شهرية له بمبلغ ٣٠٠ شهريا من مؤسسة التكافل الاجتماعى بالدقهلية .
https://www.youtube.com/watch?time_continue=149&v=wBm5V5a3kIM&fbclid=IwAR0B6czxKP7bUVtYCCKry2j1qbVa--D5jMIKtTWYrYN6VOFQh8QdXIsjwzs