تفاصيل تظاهرات لوس أنجلوس بعد المواجهات مع الشرطة.. ماذا يحدث بأمريكا؟

تحولت شوارع لوس أنجلوس إلى ساحات مواجهة عنيفة بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن المدججة بالسلاح، بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنزال قوات الحرس الوطني إلى المدينة في خطوة وُصفت بأنها الأعنف منذ احتجاجات جورج فلويد.

حرب المهاجرين

ورائحة الغاز المسيل للدموع تملأ الأجواء، والرصاص المطاطي يطلق على الصحفيين، والمطالب بإيقاف 'حرب المهاجرين' تتصاعد مع كل صرخة في الشارع، فهل تسير الولايات المتحدة نحو تصعيد غير مسبوق؟ وهل تتحول لوس أنجلوس إلى ساحة حرب أهلية مصغرة؟

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أصدر أوامر مباشرة لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لـ'تحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين غير الشرعيين'، بحسب تعبيره.

وكتب ترامب في منشور عبر منصته 'تروث سوشيال' أن 'لوس أنجلوس، التي كانت ذات يوم مدينة أمريكية عظيمة، أصبحت الآن تحت احتلال مهاجرين غير شرعيين ومجرمين'، مضيفًا أن 'حشودًا عنيفة ومتمردة تهاجم عملاءنا الفيدراليين لمحاولة إيقاف عمليات الترحيل'.

وأضاف ترامب أن أعمال الشغب الحالية لن تضعف من عزيمة الإدارة، بل تعزز إصرارها على المضي قدمًا.

وقال: 'أوجه الوزارات والهيئات المختصة بالتحرك الفوري لإنهاء هذه الفوضى وسيعود النظام، وسيُطرد المهاجرون غير الشرعيين، وستتحرر لوس أنجلوس. شكرًا لاهتمامكم'.

توسع حملات الاعتقال

وأعلن ترامب عن إرسال 2000 عنصر من الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس، للمساعدة في احتواء الاحتجاجات والاضطرابات الناجمة عن مداهمات استهدفت المهاجرين غير الشرعيين في المدينة.

شهدت شوارع لوس أنجلوس توترًا غير مسبوق مع دخول المدينة ساعات الليل، وسط مواجهات محتدمة بين متظاهرين وقوات الأمن، أعادت للأذهان مشاهد الطوارئ العسكرية النادرة داخل الولايات المتحدة.

وقرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدفع آلاف من جنود الحرس الوطني إلى ساحة الاحتجاجات فاقم المشهد، وطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل الاحتجاجات المدنية في البلاد.

ووسط موجة احتجاجات غاضبة اندلعت اعتراضًا على سياسات الهجرة الأخيرة وتوسع حملات الاعتقال التي تنفذها سلطات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ويأتي هذا القرار في لحظة شديدة التوتر، أثارت القلق من تحول الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف واسعة مع حلول الليل.

وحذرت شرطة لوس أنجلوس من تصاعد التوترات خلال ساعات الليل، مع استمرار المتظاهرين في التجمع وسط المدينة. وأكدت الشرطة أنها تعمل على تفريق الحشود قبل أن يتدهور الوضع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

اشتباكات مباشرة بين الشرطة والمتظاهرين

وبحسب شبكة CNN، فقد بدأت الاحتجاجات بشكل سلمي في وقت مبكر من يوم الأحد، قبل أن يتغير المزاج العام عند دخول المساء، حيث وُصفت التجمعات لاحقًا بأنها 'غير قانونية' بسبب اندساس عناصر تخريبية بين المتظاهرين.

يقول كيونغ لا، كبير المراسلين الاستقصائيين في CNN، إن المشهد ينذر بالخطر، موضحًا: 'هذه الظروف تخلق بيئة خصبة للانفجار. هناك من يشعر بالجوع والتعب والغضب، وعندما ينضم الانتهازيون والمحرضون، تخرج الأمور عن السيطرة'.

وتُظهر مقاطع فيديو تداولتها وسائل إعلام أمريكية حدوث اشتباكات مباشرة بين الشرطة والمتظاهرين، تضمنت تبادل قنابل حارقة، وألعابًا نارية، وردت قوات مكافحة الشغب باستخدام قنابل صوتية وذخائر مطاطية.

وكتبت شرطة لوس أنجلوس على حسابها في منصة 'إكس': 'نستخدم ذخائر أقل فتكًا للتعامل مع التهديدات، وقد تسبب الألم والإزعاج، لكنها ضرورية لحماية العناصر الأمنية والممتلكات'.

وأمر الرئيس دونالد ترمب بإرسال 2000 جندي من الحرس الوطني على الأقل إلى لوس أنجلوس، على أن توضع هذه القوات تحت السيطرة الفيدرالية، ووفقًا للبيت الأبيض، فإن هذه الخطوة تهدف إلى 'حماية موظفي إنفاذ قوانين الهجرة والمباني الفيدرالية من خطر المتظاهرين'.

وسمح ترمب لوزير الدفاع، بيت هيجسيث، باستخدام القوات النظامية لتعزيز وحدات الحرس الوطني، إذا اقتضت الضرورة، وقد سبق لترمب أن ألمح إلى رغبته في استخدام القوات العسكرية داخل البلاد خلال ولايته الأولى، لكن مستشاريه ثنوه عن ذلك حينها.

الشرطة الأمريكية تصيب مراسلة قناة ناين نيوز الأسترالية

أُصيبت لورين توماسي، مراسلة قناة ناين نيوز الأسترالية المتعاونة مع شبكة CNN، برصاصة مطاطية أطلقتها الشرطة الأمريكية أثناء بث مباشر من موقع الاحتجاجات المشتعلة في مدينة لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا.

جاءت إصابة توماسي أثناء تغطيتها للاحتجاجات التي اندلعت عقب حملات المداهمات ضد المهاجرين، والتي نُفذت من قبل الحرس الوطني ودائرة الهجرة والجمارك ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية.

أكدت قناة ناين نيوز أن توماسي أُصيبت بجروح طفيفة لكنها لم تتعرض لأذى خطير، مشيرة إلى أنها بصحة جيدة وستواصل تغطيتها للأحداث من الميدان.

قوات إنفاذ القانون يطلقون كرات الفلفل

أطلقت قوات إنفاذ القانون الأمريكية كرات الفلفل ورذاذه، إلى جانب الغاز المسيل للدموع، على حشود من المتظاهرين خارج مركز احتجاز 'متروبوليتان' في مدينة لوس أنجلوس، في محاولة لتفريقهم بعد اشتباكات متصاعدة مع قوات الحرس الوطني ووكلاء دائرة الهجرة والجمارك ووزارة الأمن الداخلي.

واندلعت المواجهات بعد أيام من تنفيذ وكلاء الهجرة الفيدرالية حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات الأشخاص، ما فجر موجة غضب واحتجاجات شعبية عارمة.

وفي استجابة سريعة، وبموجب أمر مباشر من الرئيس  دونالد ترامب، تم نشر نحو 300 عنصر من الحرس الوطني في ثلاثة مواقع مختلفة بمدينة لوس أنجلوس، في محاولة للسيطرة على الوضع واحتواء التوتر المتصاعد.