ثلاثية النرويج والنمسا واسكتلندا.. نوستالجيا «العائدين من مونديال فرنسا» في كأس العالم 2026
لو طالعت المنتخبات الأوروبية الـ12 المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بشكل مباشر حتى الآن، ستجد أن هناك 9 منتخبات منهم شاركوا في النسخة الماضية من المونديال في قطر، بل ودأبوا على الظهور في كأس العالم في النسخ الأخيرة من البطولة.
منتخبات إسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا وهولندا وإنجلترا هي ضيوف دائمة على كأس العالم، إلى جانب بلجيكا وسويسرا وكرواتيا، المتأهلين بشكل دائم في النسخ الأخيرة من المونديال.
لكن ستجد أن هناك 3 منتخبات تعود للمشاركة في كأس العالم 2026 بعد غياب وهي منتخبات النرويج والنمسا واسكتلندا، التي بلغت المونديال لأول مرة في الألفية الجديدة.
والمفارقة أن المنتخبات الثلاثة كان آخر ظهور لها في كأس العالم كان في مونديال فرنسا عام 1998، في أول كأس عالم يُقام بمشاركة 32 منتخبًا، وآخر كأس عالم ينتمي للقرن الماضي وهوية كأس العالم القديمة، التي بدأت تتغير مع مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
عودة إلى ذكريات مونديال فرنسا
نوستالجيا الماضي والحنين إليه يأخذنا إلى كأس العالم 1998، الذي يعي عليه مواليد ثمانينيات القرن الماضي، والذين شاهدوا اسكتلندا وهي تخوض مباراة افتتاح كأس العالم 1998 ضد البرازيل في مباراة مثيرة حسمها أبطال العالم آنذاك بهدفين لهدف.وفي نفس المجموعة كان منتخب النرويج ينافس في نفس المجموعة وإلى جانب منتخب المغرب في مجموعة لم تكشف عن أسرارها حتى الثواني الأخيرة.
وستكون الجولة الأخيرة حاضرة في الأذهان حينما انتصر المغرب على اسكتلندا بثلاثية نظيفة، ليكون هذا هو آخر عهد اسكتلندا مع المونديال، فيما كانت النرويج تقلب الطاولة في الدقائق الأخيرة على البرازيل المتأهلة سلفًا وتنتصر بهدفين لهدف لتعبر إلى دور الـ16 في مباراة حامت حولها الكثير من الشبهات.
وعلى مقربة من المجموعة الأولى، كانت النمسا في المجموعة الثانية رفقة إيطاليا وتشيلي والكاميرون، حيث غادرت من دور المجموعات بعد تعادلين أمام الكاميرون وتشيلي وهزيمة أمام الطليان.
ومن ذلك الحين غابت النرويج واسكتلندا والنمسا عن المونديال وغابت معهم رومانيا، التي كانت معروفة وقتها بـ«رومانيا الذهبية»، وهي الآن ستخوض الملحق الأوروبي على أمل أن تعود هي الأخرى إلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا.
تأهل سهل لمنتخب النرويج
ولكن العودة كانت من الباب الكبير ومرّت بمراحل عصيبة، وتحديدًا لاسكتلندا والنمسا، أما النرويج بفضل قوة القناص إيرلينج هالاند لم تجد أي معاناة وهي تزيح إيطاليا، بطلة العالم 4 مرات، من طريقها إلى كأس العال، بل وجعلت مباراة الحسم الأخيرة ضد الطليان شكلية، بعدما حولوها لمعجزة في وجه الأزوري يحتاج فيها للانتصار بفارق 9 أهداف من أجل المرور.عودة النرويج كانت من أكبر الأبواب بتأهلها بالعلامة الكاملة برصيد 24 نقطة بالانتصار في جميع مباريات التصفيات.
عودة النمسا إلى كأس العالم
أما النمسا فبعد البداية القوية في التصفيات، والتي بدأت بجمع 15 نقطة من أول 5 مباريات بالعلامة الكاملة، ما جعل الجميع يعتقد أن التأهل صار في المتناول، حلتّ الهزيمة أمام رومانيا في سادس اللقاءات لتبعثر الأوراق وتُرهن مصير التأهل حتى الجولة الأخيرة من التصفيات أمام البوسنة والهرسك، الذي أبقت آمالها في التأهل المباشر حية حتى الجولة الأخيرة.ودخلت النمسا المواجهة الأخيرة أمام البوسنة والهرسك بسلاحي الفوز أو التعادل، لكنها بعد 12 دقيقة وجدت نفسها متأخرة بهدف وتبحث عن هدف الإنقاذ، والذي جاء قبل أقل من ربع ساعة من نهاية المباراة لتحافظ عليه حتى صافرة النهاية وتحجز مقعدها في المونديال.
تأهل شاق ودرامي لاسكتلندا
أما اسكتلندا فعاشت كل السيناريوهات الدرامية في صراعها مع الدنمارك على بطاقة التأهل المباشر، وبعد أن مات الحلم في نفوس الاسكتلنديين أيقظته بيلاروسيا وهي تواجه الدنمارك في الجولة قبل الأخيرة.دخلت اسكتلندا فترة التوقف الدولي في نوفمبر وهي تتساوى مع الدنمارك في نفس الرصيد لكنها تتخلف عنها بفارق كبير من الأهداف ما يجعلها أمام حتمية جمع 4 نقاط على الأقل من بينها انتصار على الدنمارك.
لكن ما حدث أمام اليونان كان صادمًا فقدت تقدم أبناء الأغريق بثلاثية نظيفة في وقتٍ تتقدم فيه الدنمارك على بيلاروسيا، متذيلة الترتيب، بهدف ما جعل أحفاد وليام والاس يعتقدون أن التأهل صار بعيد المنال وعليهم خوض الملحق.
لكن الهدية جاءت في ثلاث دقائق بأن سجلت بيلاروسيا هدفين وقلبت الطاولة في مفاجأة مدوية على الدنماركيين وفي كوبنهاجن.
وفي نفس الوقت قلّصت اليونان الفارق أمام اليونان لكنها لم تستطع تفادي الخسارة في وقتٍ عدّلت الدنمارك النتيجة أمام بيلاروسيا لتعيش اسكتلندا لحظات عصيبة في آخر دقائق مباراة الدنمارك وبيلاروسيا، فانتصار الدنمارك يعني تأهلها فعليًا إلى المونديال وضياع الحلم الاسكتلندي.
لكن صمود بيلاروسيا كان أقوى من هجوم الفايكينج الدنماركي فجلب لبيلاروسيا أول نقطة لها في التصفيات وأعاد اسكتلندا بأسرها للحياة مرةً أخرى.
وفي اللقاء الأخير الموعود أمام الدنمارك كان ملحمة لا تُنسى للاسكتلنديين فكلما يتقدمون بهدف تتعادل الدنمارك حتى حانت دقائق الوقت بدل الضائع والنتيجة تشير إلى التعادل بهدفين لمثلهما ما يعني تأهل الدنمارك.
وهنا كانت صاروخية كيران تيرني بقدمه اليسرى في شباك الدنمارك في الوقت الذي لا يُعوض وتحديدًا في الدقيقة 90+3 أوقع في نفوس الاسكتلنديين من سهام محاربهم التاريخي والاس، التي سمعوا عنها في القصص والروايات.
هدفٌ آخر من تسديدة من خط منتصف الملعب لكيني ماكلين في الدقيقة 90+8 أكد للاسكتلنديين أن الحلم صار حقيقة وأن اسكتلندا عادت لكأس العالم بعد غياب دام 28 عامًا.
وباتت الآمال الآن هي الذهاب لأبعد ما يكون في كأس العالم 2026 لاسكتلندا والنمسا والنرويج، فلم يسبق لاسكتلندا أن تجاوزت دور المجموعات في 8 مشاركات سابقة.
وأما النرويج فكان بلوغ الدور الثاني وتجاوز دور المجموعات أبرز إنجازاتها في 3 مشاركات سابقة بالمونديال، في حين ستمني النمسا النفس لاستعادة أمجاد البدايات، حينما حققت الميدالية البرونزية في مونديال 1954 بسويسرا،


تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض