رئيـس علي كــل الجبهـــات

عمرو الخياط

حركة السيسي لاتتوقف ابدا بعدما حول الوطن بأكمله إلي جبهة للبناء والتنمية -

الرئيس قدم بالفعل نموذجا عمليا لتكريس ثقافة العمل والوقت -

السيسى رئيس قرر المواجهة المؤجلة ايمانا بحجم الوطن وشعبه-

 الحركة المكوكية للسيسي علي الجبهات المختلفة هي برنامج انتخابي عملى وتواصل للرئيس مع شعبه-

..............................................................................................

علي امتداد مكتب الرئيس تتراكم الملفات المعقدة، بداخلها تفاصيل مفزعة في مختلف المجالات، التفاصيل تنتشر في ربوع الجمهورية وتمتد إلي خارجها.

الملفات مكتظة بتفاصيل الأمن والسياسة والاقتصاد، والرئيس لا يغيب عقله أو عينه عنها، لكن هذه الملفات ليست أسيرة لحالة أرشيفية بل تنعكس كل تفاصيلها علي جبهات الوطن المتعددة والمتجددة، وعلي امتداد هذه الجبهات تدور حركة الرئيس التي لا تهدأ باعتبارها قاطرة لحركة مؤسسات الدولة بالكامل، لاينقطع نشاط الرئيس أبداً وفِي كل مرة تجده يستعرض تفاصيل دقيقة لما يتم إنجازه أعلي كل جبهة، الرجل لا تطأ قدمه أعلي هذه الجبهة إلا بعد دراسة وافية للتفاصيل، إنها حالة رئاسية مدهشة.

• • •

وبالرغم من أن كلمة »‬الجبهة» تستدعي عند المصريين حالة قتالية إلا أن الأداء القتالي للرئيس في مجالات البناء والتعمير المدنية صبغت ربوع الوطن بهذه الكلمة، من علي طول خط الحدود الغربية إلي الوجه البحري ثم إلي الصعيد وصولاً إلي أرض المعركة في سيناء حيث يفوح شذي عطر الدماء الزكية لشهداء الوطن وانتهاء بالعلمين لاتتوقف حركة السيسي ابدا بعدما حول الوطن بأكمله إلي جبهة للبناء والتنمية، الرجل الذي لا يهدأ عن التفكير في احوال بلاده لايركن أبدا إلي استراحة محارب.

تحديداً علي أرض سيناء تجد امتزاجًا غريبا لجبهتي القتال والبناء، فيظهر عبدالفتاح السيسي مرتديا زيه العسكري وفِي صبيحة اليوم التالي تجده عائداً إلي زيه المدني، ومن قبل مرتدياً زيه الرياضي قائداً لطوابير الصباح في الكلية الحربية وكلية الشرطة.

• • •

علي مدار أربعة أعوام متصلة لم تنقطع الجولات الميدانية للرئيس جميعها مرتبط بحجم عمل أدي إلي إنجاز غير مسبوق لا يمكن إنكاره، وبالتوازي مع الحركة المادية فإن الرئيس قدم بالفعل نموذجا عمليا لتكريس ثقافة العمل والوقت، وترسيخ مفهوم ان النجاح لا يأتي بالتمني بل بالعمل الجاد والتضحية، حيث لا وقت للكلام المرسل، أو التنظير الشفوي أو السباحة علي البر دون النزول لمصارعة الأمواج ومواجهة المصاعب ودفع ثمن البناء والتنمية، والتعامل مع التضحية باعتبارها واجباً وطنيا وقدرا من اجل الأجيال المقبلة.

الحركة المكوكية للرئيس علي الجبهات المختلفة هي برنامج انتخابي عملي، هي سيرة ذاتية للرئيس، هي تواصل يومي لرئيس مع شعبه، في كل حركة يعيد الرجل تعريف الشعب المصري بنفسه رئيساً وإنساناً.. ربما يهدف لتوجيه الرسائل التالية:

أنا لا أقول ما لا أفعله

أنا لا أعرف معيارًا للتقييم وحب الوطن سوي العمل

أنا أرفض الاستسلام للفشل

أنا أدرك مايستحقه الشعب المصري وأقدم عملاً بهذا الحجم

أنا أعمل من أجل الشعب وليس الشعبية

أنا مؤمن بأن الإحسان ليس جزاؤه إلا الإحسان

أنا مدرك لمعدن وقدرات الشعب المصري

بهذه المنظومة العملية والقيمية يتحرك الرجل علي صعيد الجبهات المختلفة ويقدم رسائله المتعددة.

‏ • • •

اتصالا بالجبهات الداخلية المتشابكة تنتقل حركة السيسي إلي جبهات الدبلوماسية المتعددة، حيث الحركة الدقيقة والكلمة المحسوبة، وحيث خطوات الرجل التي لا تقيدها سوي مصلحة الدولة المصرية وأمنها القومي، وبعمق احساسه بهذا الوطن يتخطي الرجل حجما مهولا من الألغام الإقليمية والدولية التي ربما زرعت من اجل تعطيل مسيرة الدولة، لكن في كل مرة تتمكن البصيرة الرئاسية من العبور بفضل من المولي عز وجل، وفِي كل مرة يستقل فيها طائرته الرئاسية بحثا عن مصالح شعبه يكتشف الرجل جبهات جديدة تفتح علي وطنه لكن التزامه الأمانة يحول دون تسببه في بث الرعب في نفوس المصريين فيقرر تحمل آلام المواجهة وحده.

لكن الأمر المدهش بحق ان السيسي كثيراً ما يقرر بإرادته أن يفتح جبهات جديدة يعلم تماماً ان مصر تمتلك أدوات المناورة فيها لكن سابقيه آثروا السلامة وتجنبوا المواجهة، إلا ان السيسي كان يعلم علم اليقين بما ستنتهي إليه هذه الفتوحات مادام ان النوايا هي البناء والتعمير.

فاتح الجبهات المتعددة لايمكن أن يكون مغامراً او باحثاً عن زعامة مؤقتة ربما تعصف بالوطن، بل حتما هو رئيس قرر المواجهة المؤجلة ايمانا بحجم الوطن وشعبه.

السيسي الذي نزل علي ارض تلك الجبهات الجديدة كان يهدف لإعادة تقديم الدولة المصرية اقليميا ودوليا لكي يعلم القاصي قبل الداني ان مصر عادت تملك كل أدواتها وتسيطر عليها وتحترف استخدامها.

نقلا عن صحيفة أخبار اليوم