ربع إنتاج العنب المصرى يفسد بعد زراعته .. «مبروك خميس» فلاح تعلم من «الفاو» كيفية إنقاذ محصوله

عاش مبروك خميس، لسنوات فى معاناة نتيجة قلة إنتاج مزرعته وانخفاض سعر محصوله من العنب في السوق، ليبدأ العمل حاليا لتعزيز إنتاجه من المحصول وبالتالي زيادة دخله.

فمبروك خميس من بين مزارعين في مصر تلقوا تدريبا في الآونة الأخيرة من برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بشأن كيفية اكتشاف ومعالجة أمراض محاصيلهم، وتفادي الهدر في المزرعة لاسيما في موسم الحصاد.

وتعلم خميس في الآونة الأخيرة طرقا جديدة لتقليم العنب ورشه وغيرها من الممارسات من خلال البرنامج.

وانتقل خميس وأُسرته إلى مجتمع بنجر السكر في شمال دلتا النيل ليدير قطعة أرض صغيرة في زراعة العنب الخالي من البذور. لكنه كافح من أجل زراعة العنب لمدة 20 عاما وكانت إنتاجيته منخفضة.

ويزيد الطين بلة أن أسعار العنب في السوق يمكن أن تنخفض بشكل كبير، خاصة خلال مواسم الحصاد عندما يكون هناك وفرة منه في السوق وكذلك أنواع أخرى من الفاكهة.

وفي الواقع يمكن أن يهوي السعر لدرجة أن العديد من المزارعين يتركون المحصول ليتعفن على الشجر بدلاً من أن يخسروا مالا إضافيا في استئجار عمال وغير ذلك من لوازم حصاد المحصول.

وقال مُزارع العنب مبروك خميس "أكثر حاجة بنحبها كمزارع إن أنا بننزل في الأرض طبعا، بنحب إن أنا نمسك القطف بتاع العنب نفتش فيه نشوف إيه اللي فيه، ندور على شجرتي، فيها مثلا مرض في الورقة، مرض في السفل بتاع العود نفسه، مرض في الحباية".

ومبروك ليس حالة فريدة، فالغذاء الذي يهدر أو يفسد قبل أن يصل إلى مرحلة الإنتاج النهائية أو مرحلة البيع بالتجزئة يمثل مشكلة كبيرة في مصر وبلدان أخرى في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وعلى سبيل المثال يتم هدر نحو 25-35 في المئة من العنب قبل وصوله إلى المستهلك.

وبالمثل تُهدر 50 في المئة من الطماطم (البندورة) من خلال ممارسات غير فعالة، مما ساهم في ترسيخ الفقر في أنحاء القطاع الزراعي.

وتعلم خميس كيف يمكن أن تسهم التكنولوجيا في تحسين قابلية العنب للتسويق.

وأصبح الآن قادرا على استخدام مقياس انكسار لاختبار مستويات السكر في الثمرة أثناء نموها.

وقال "تعلمت من التدريبات مثلا كمشروع بالنسبة للسكريات مثلا 20 في المئة، تبقى نسبة السكر عالية، مضبوطة، كويسة".

وتدرب نحو ألفي مزارع مصري على تقليل الهدر في اتاج الغذاء بأنحاء البلاد.

ويتم تدريب مزارعين وعمال على كيفية التعامل مع العنب وتعبئته أثناء موسم حصاده الذي تُهدر فيه كميات كبيرة بدون داع.

وقال خميس "(تعلمت) كمية التسميد اللي أنا ممكن نسمدها زيادة عن اللزوم الشجرة ما بتستفادش بها، فطبعا هي لها حاجة معينة، حاجة معينة عشان تأخد تسميد هي تستفيد به ومايروحش هدر مني في الأرض".

وتعمل منظمة فاو لتطبيق خطة لإقامة مرفق لتجفيف الزبيب من شأنها تمكين المزارعين من تجفيف العنب وإضافة قيمة لمنتجاتهم.