رجل القرآن.. معلومات عن الشيخ حسن عبد النبي وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر

هناك رجالٌ تُقاس قيمتهم بما يصنعونه للقرآن، لا بالكلمات التي ينطقون بها. رجالٌ لا يعرفهم عالم اللهو، لكن تعرفهم المصاحف. ومن هؤلاء الأفذاذ، يقف الشيخ حسن عبد النبي عبد الجواد عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، رمزًا للعلم والدقة وحراسة كلام الله.

لطالما كانت حياته مكرسة لكل حرف من حروف القرآن الكريم، يقف عند كل آية كما يقف المؤرخ عند صفحات ماضيه، يحرسها من اللحن والخطأ، ويعيد إليها روحها كما ألبسها الله في كتابه. عيناه لا تفوّت أي زلّة، وأذناه تسمع اختلاس المد والغنة كما يسمع القلب نبضه، فهو كالسياج النوراني حول المصاحف، يرفع عنها الغبار، ويصحح ما قد يقع فيه البشر من سهو أو خطأ.

في برنامج «دولة التلاوة»، ظهر الشيخ حسن عبد النبي كقامة علمية وروحية لا يُضاهى حضورها. كل مداخلة له كانت درسًا في صرامة العلم ولطف الإنسانية، يمزج بين ضبط قواعد التلاوة ودعم المتسابقين بروح الأب، فيخلق جوًا من التشجيع والثقة يحفز كل متسابق على تقديم أفضل ما لديه. ولعل جمهور البرنامج أطلق عليه لقب «ترمومتر القرآن الكريم» لما يمتلكه من قدرة فريدة على تقييم كل حرف وصوت بدقة ومرونة.

رحلة الشيخ عبد النبي لم تأتِ من فراغ؛ فهي سنوات طويلة من الإتقان، صقلها بالصبر والمعرفة، بين مراجعة المصاحف، وإشرافه على القراءات، وضبط المقامات، حتى أصبح مرجعًا يُحتذى به في علوم التلاوة والتجويد. وكل من يتعامل معه يشعر بعظمة مهمته وسمو رسالته: أن يحفظ القرآن، ويصل الصوت الأمين لكل متعلم، وكل مستمع.

هو ليس مجرد شيخ أو مُراجع مصاحف، بل نموذج حقيقي للإنسانية والاحترافية، يربط بين العلم والدعوة، بين الدقة واللطف، بين صرامة الحكم على القراءة وتشجيع القارئ. حضور الشيخ في أي برنامج، وعلى رأسها «دولة التلاوة»، يجعل المشاهدين والمتسابقين على حد سواء، يتعلمون أن القرآن ليس مجرد كلمات تُتلى، بل روح تُحرس، وأمانة تُصان.

بهذه الشخصية العميقة، أصبح الشيخ حسن عبد النبي رمزًا لكل من يريد أن يربط بين العلم والعمل، بين الحرف والأثر، بين الأداء والإحساس، حارسًا لأمانة القرآن، ومُلهمًا لكل من يسعى لصقل صوته وإحياء حروف الله.