رحيل زياد الرحباني.. الابن المتمرد الذي أعاد تشكيل صوت فيروز وأغضبها

برحيل الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، يطوي الفن العربي صفحة من أبرز صفحاته الإبداعية المتمردة، حيث ظل زياد رمزًا للتجديد والاختلاف، سواء في موسيقاه أو مواقفه.
منذ أن لحن لوالدته فيروز أغنية 'سألوني الناس' وهو في سن الخامسة عشرة، خط زياد لنفسه مسارًا فنيًا مميزًا، بعيدًا عن النسق الكلاسيكي الذي تبناه والده عاصي والعم منصور الرحباني.
كانت تلك الأغنية بداية علاقة فنية مع جارة القمر، أعادت تشكيل صورتها وصوتها، وكسرت الرتابة التي خشي البعض أن تطغى على مشوارها بعد مرض عاصي.
زياد الرحباني وفيروز
قدم زياد لفيروز ألحانًا تحمل طابعًا ساخرًا وعميقًا في آن، مثل 'عودك رنان'، 'سلملي عليه'، و'حبيتك تانسيت النوم'، مانحًا إياها روحًا جديدة أكثر تحررًا وجرأة، بعيدة عن الطابع الفلكلوري التقليدي.
لكن العلاقة بين زياد ووالدته لم تخلُ من التوتر، ففي عام 2013، فاجأ الجمهور بإعلانه في تصريحات إعلامية أن فيروز تُكن إعجابًا لشخصيات سياسية مثيرة للجدل مثل حسن نصر الله، معمر القذافي، أدولف هتلر، وجمال عبد الناصر.
تصريحاته أغضبت فيروز بشدة، ودفع ابنتها ريما إلى إصدار بيان تنفي فيه ما قاله زياد، واعتبرت أن ما قاله مجرد 'اجتهادات زيادية' لا تعبر عن مواقف فيروز الحقيقية.
زياد الرحباني وفيروز
زياد الرحباني لم يكن مجرد ملحن، بل ظاهرة فنية واجتماعية، عبر من خلالها عن غضبه من الواقع، وسخريته من السياسيين، ورغبته الدائمة في كسر النمط وكشف المستور.
وبرحيله، يخسر العالم العربي عقلًا حرًا، وفنانًا لم يُهادن، حتى حين غضب منه أقرب الناس.