شهيدة القرآن ووالدتها.. قصة سعاد المزين التي أبهرت العالم ورحلت إلى السماء

في قرية صغيرة بمحافظة البحيرة، ولدت سعاد رجب المزين، طفلة استثنائية تحمل حباً كبيراً للقرآن الكريم. منذ صغرها، بدأت رحلتها في الحفظ، متفوقة على أقرانها بتشجيع والدتها التي كرّست وقتها وجهدها لصقل موهبة ابنتها.

نشأت سعاد بين دفّتي المصحف، تحفظ الآيات وتتلوها بصوت عذب يلامس القلوب. والدتها كانت الملهم الأول لها، تراجع معها وتحفزها لتكون الأفضل. ومع كل جزء تُتم حفظه، كان الأمل يكبر في قلب الأم بأن تصبح سعاد داعية قرآنية تنشر النور بين الناس.

إبهار في المسابقة الدولية

في يوم مميز، سافرت سعاد مع والدتها إلى بورسعيد للمشاركة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم. أمام لجنة التحكيم، أبهرت الحضور بتلاوتها التي عكست إخلاصها واجتهادها. خرجت من المسابقة بابتسامة فخر، بينما والدتها تغمرها دموع السعادة.

النهاية المأساوية

لكن الحلم لم يكتمل. أثناء عودتهما إلى قريتهما، تعرضت الحافلة التي كانت تقلهما لحادث سير مأساوي. رحلت سعاد على الفور، تلحقها والدتها بعد دقائق قليلة. الحادث أسفر أيضاً عن إصابة شقيقتها وعدد من المشاركين الآخرين.

أُعلن الخبر الحزين على لسان الإعلامي عادل مصيلحي، المدير التنفيذي لمسابقة بورسعيد الدولية، الذي نعى سعاد ووالدتها ودعا بالشفاء للمصابين. في قريتها، لم تكن الدموع فقط على فقدان الطفلة ووالدتها، بل على ضياع حلم كان سيغير حياة الكثيرين.

فتحت النيابة العامة تحقيقاً شاملاً لكشف ملابسات الحادث، وأمرت بفحص السيارة المتسببة فيه وتحديد أسباب وقوعه. كما تم التصريح بدفن جثامين الضحايا عقب استكمال الإجراءات.