شيخ الأزهر: التعليم الخاطئ والتفسير المغلوط لبعض النصوص الدينية مصدر الفكر المتطرف في بعض الدول
كتب/ ناجي محمد علي
استقبل فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد شيخ الأزهر الشريف، وانج يانج رئيس المجلس الاستشاري الصيني، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي بالحزب الشيوعي الصيني، والوفد المرافق له، خلال زيارته للقاهرة.
وقال الإمام الأكبر إن الدول مسؤولة عن الحفاظ على السلام والأمن الاجتماعي داخل شعوبها، وفي نفس الوقت عليها واجب إتاحة حرية ممارسة الشعائر الدينية، مضيفًا أن مصدر الفكر المتطرف في بعض الدول هو التعليم الخاطئ والتفسير المغلوط لبعض النصوص الدينية، وهو ما يعمل الأزهر على مواجهته والتصدي له.
وأكد الإمام الأكبر، أنه لا يمكن إلقاء اللوم على العالم الإسلامي وحده في انتشار الأفكار المتطرفة، حيث إن هناك أجندات وسياسات دولية تستخدم الفكر المتطرف لتغذية الصراعات والنزاعات في المنطقة من أجل فرض هيمنتها وتحقيق أهداف السيطرة على المنطقة، مبينًا أن المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب الذي يلصقه البعض بالإسلام.
وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر يبذل جهودًا على المستوى المحلي والدولي لمواجهة التطرف ونشر الفكر المعتدل وقيم التعايش والسلام، مثل تأسيس بيت العائلة المصرية، لتحقيق التعايش في مصر، ومد جسور الحوار مع كبرى المؤسسات الدينية حول العالم، وفي مقدمتها الفاتيكان، حيث وقع الأزهر مع الفاتيكان وثيقة للأخوة الإنسانية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تؤكد أن كل البشر أخوة مهما اختلفت أفكارهم وعقائدهم وأديانهم.
وشدد الإمام الأكبر، على أن السبيل الوحيد لمواجهة التطرف هو نشر منهج الأزهر المعتدل، من خلال إرسال الطلاب للدراسة في الأزهر في مراحله المختلفة، أو تدريب الأئمة في برنامج خصصه الأزهر للأئمة الوافدين، لتدريبهم على قضايا التعدد والتعايش وترسيخ مفهوم المواطنة الذي يعتبره الأزهر الرابط الذي يجب أن يحقق التماسك بين المواطنين في الدولة الواحدة.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الإمام الأكبر له رمزية كبيرة لدى جميع المسلمين في العالم، كما يعتبر الأزهر منارة العالم الإسلامي، ولديه مصداقية كبيرة جدًا لدى جميع الدول والشعوب، بسبب منهجه الوسطي وجهوده في مواجهة التطرف.
وأشاد يانج بفكر الإمام الأكبر وخطابه الذي يربط بين الدين والمواطنة والإنسانية، مبينًا أنه عند عودته للصين سيعمل على توضيح صورة الإسلام التي عرفها من فضيلة الإمام الأكبر، كما سيحرص على إرسال الأئمة الصينيين للتدرب في الأزهر على مواجهة التطرف والإرهاب وترسيخ قيم المواطنة.
ودعا رئيس المجلس الاستشاري الصيني فضيلة الإمام الأكبر لزيارة الصين وزيارة المراكز الإسلامية والالتقاء بالقيادات الدينية الصينية.
وفي نهاية اللقاء، قدم فضيلة الإمام الأكبر لعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني نسخة من وثيقة الإخوة الإنسانية، وكتاب مؤتمر الأزهر العالمي للمواطنة.