عاصفة شمسية تضرب الأرض.. انقطاع الإنترنت والكهرباء يهدد العالم

أطلق علماء فيزياء الفضاء تحذيرات شديدة من احتمالية تعرض كوكب الأرض لعاصفة شمسية هائلة في أي لحظة، وسط مخاوف من تداعيات كارثية قد تؤثر على الحياة اليومية للبشر في مختلف أنحاء العالم، وتتسبب في أزمات غير مسبوقة في قطاعات الإنترنت والطاقة والمياه.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، فإن العاصفة المتوقعة قد تُحدث فوضى واسعة النطاق، من أبرزها انقطاع الإنترنت عالميًا، وتعطّل الأقمار الصناعية، وانهيار شبكات الكهرباء، بالإضافة إلى توقف محطات ضخ المياه والصرف الصحي، ما يؤدي إلى نقص حاد في المياه النظيفة وتلف كميات كبيرة من المواد الغذائية نتيجة توقف التبريد.

 ساعات تفصلنا عن الكارثة في حال وقوعها

وحذّر البروفيسور ماثيو أوينز، أستاذ فيزياء الفضاء بجامعة ريدينغ البريطانية، من أن مثل هذه العواصف لا تمنح العلماء سوى نافذة إنذار قصيرة لا تتجاوز 18 ساعة قبل وصولها إلى الأرض، مشيراً إلى أن تداعياتها على الشبكات الكهربائية ستكون شديدة الخطورة.

وقال أوينز:'عاصفة شمسية قوية قد تُشعل سلسلة من الانقطاعات الكهربائية عبر العالم نتيجة احتراق المحولات، التي يستغرق تصنيعها وتركيبها شهورًا، ما سيجعل من استعادة الكهرباء أمرًا معقدًا للغاية'.

وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي حتماً إلى توقف إمدادات المياه النظيفة، وتعطل شبكات الصرف الصحي، وتلف الطعام المحفوظ في الثلاجات، مما يهدد الأمن الغذائي ومقومات الحياة الأساسية لملايين البشر.

مخاطر على الطيران والأسواق العالمية

وحذر التقرير أيضًا من أن العاصفة المرتقبة قد تؤدي إلى تعطيل أنظمة الاتصالات في قطاع الطيران، وزيادة تعرض المسافرين والطاقم الجوي، خصوصاً على المسارات القطبية، لجرعات مرتفعة من الإشعاع، فضلاً عن احتمالية انهيار جزئي في الأسواق المالية نتيجة تعطل الأقمار الصناعية التي تعتمد عليها البورصات العالمية وشبكات الاتصالات المصرفية.

ذكرى "حدث كارينجتون".. الأسوأ في التاريخ

يعود أخطر سجل لعاصفة شمسية إلى عام 1859، فيما يُعرف بـ'حدث كارينغتون'، والذي تسبب آنذاك في ظهور الشفق القطبي حتى في المناطق الاستوائية، وتعطيل أنظمة التلغراف، بل وتعرض بعض المشغلين لصدمات كهربائية واشتعال أوراق بسبب الشرارات المنبعثة من الأجهزة.

ورغم ما قد تسببه العاصفة الشمسية من أضرار واسعة، إلا أن الجانب الإيجابي الوحيد المحتمل بحسب التقرير يتمثل في رؤية عروض مذهلة للشفق القطبي في مناطق غير معتادة حول العالم.

تهديد حقيقي في عصر يعتمد على التكنولوجيا

ويأتي هذا التحذير في وقت يعتمد فيه العالم بشكل شبه كلي على التكنولوجيا الرقمية، وهو ما يجعل من أي خلل شمسي كبير تهديداً مباشراً للبنية التحتية الحيوية التي تشمل الاتصالات، الكهرباء، النقل، والمياه.