في ذكرى رحيله.. جوانب إنسانية وفنية في حياة عزت أبو عوف

في ذكرى رحيل الفنان القدير عزت أبو عوف، تحدثت شقيقته الدكتورة ميرفت أبو عوف عن ذكريات نادرة وتفاصيل إنسانية عن شخصيته، نافية ما تردد حول رغبته في حرق أعماله الفنية قبل وفاته، مؤكدة أنه كان فخورًا بكل ما قدمه خلال مشواره الفني.
وأوضحت أن الراحل عزت أبو عوف كان يمر بضائقة مادية أثناء مرض والدته، ووافق وقتها على المشاركة في عمل أو اثنين ندم عليهما لاحقًا، لكنه ظل يحمل تقديرًا كبيرًا لكل أعماله، واعتز بها حتى آخر أيامه.
وأكدت أن عزت كان دائم الدعوة لتكريم الفنانين في حياتهم وليس بعد رحيلهم، مشيرة إلى أن وفاة والدته أثرت عليه بشدة، وظل لفترة غير قادر على تقبّل رحيلها، حيث كانت الأقرب إلى قلبه.
وتحدثت ميرفت عن الجانب الشخصي من حياة شقيقها، واصفة إياه بالشخصية الفريدة الإيجابية التي تحب الحياة، وكان شغوفًا بالموسيقى رغم نجاحه الكبير في التمثيل. وأضافت أنه منذ سن السابعة عشرة دخل مجال الفن، وواصل دراسة الطب ليصبح طبيب نساء وتوليد، واشتهر بلقب "طبيب البنات" لأن معظم حالات الولادة التي أشرف عليها أنجبت فتيات.
كان عزت أبو عوف، كما تقول شقيقته، طبيب العائلة ومرجعهم الأول في كل استشارة طبية، وكان البيت يجتمع حوله في كل مناسبة، إذ اعتاد أن يحتضن أفراد عائلته في منزله أو منزل شقيقته مها أبو عوف خلال الأعياد، مشيرة إلى أن العائلة لا تزال تشعر بوجوده بينهم، وكأنه فقط في سفر وسيعود.
ومن ذكرياتها، أشارت إلى صداقاته القريبة في الوسط الفني، وعلى رأسهم محمود قابيل ويسرا ومنة شلبي، الذين كانوا يحرصون على مشاركته الاحتفال بعيد ميلاده.
وختمت الدكتورة ميرفت حديثها بابتسامة مؤثرة حين تحدثت عن شقيقتها الفنانة مها أبو عوف، قائلة: "أنا أصغر الأشقاء، بس مها عشان قصيرة الكل بيحسبها الأصغر.. ودايمًا بتدفعلي عشان أقول كده"، في لفتة تمزج بين الحنين والضحك، تعكس روح العائلة التي لطالما جمعتهم.
رحل عزت أبو عوف، لكنه ظل حاضرًا في قلوب محبيه، كصوت مميز في الموسيقى، ووجه مألوف في الدراما والسينما، ورجل جمع بين العلم والفن بروح لا تُنسى.