في ذكرى ميلاد «رياض السنباطي».. ساهم في تجديد الموسيقى العربية وشريك أم كلثوم في الإبداع

يعد الموسيقار رياض السنباطي، واحد من أعظم ملحني الموسيقى العربية الكلاسيكية، وُلد في 30 نوفمبر 1906 بمدينة فارسكور في محافظة دمياط بمصر. يُعتبر السنباطي أيقونة الموسيقى العربية، حيث ساهم في تشكيل وجدانها بألحان خالدة، خاصةً تلك التي قدمها لعمالقة الطرب مثل أم كلثوم، وحقق بها شهرة عالمية.

نشأته وبداياته الفنية

نشأ رياض السنباطي في أسرة فنية، حيث كان والده شيخًا ومقرئًا يجيد العزف على العود، مما أثر في توجه رياض نحو الموسيقى منذ صغره. تعلم العود على يد والده، وبدأ رحلته الفنية بعزف الألحان التقليدية. انتقل إلى القاهرة في شبابه، حيث برزت موهبته في التلحين وسرعان ما انضم إلى كوكبة المبدعين الذين شكلوا العصر الذهبي للموسيقى.

علاقته بـ أم كلثوم

شكلت ألحان رياض السنباطي لـ أم كلثوم إحدى أعظم الشراكات الفنية في التاريخ، حيث قدم لها روائع خالدة مثل: «الأطلال، رباعيات الخيام، لسة فاكر، هجرتك» كما تعاون معها في أكثر من 200 عمل، ما جعله ملحنًا أساسيًا لأغنياتها الكلاسيكية التي تعيش في وجدان العرب حتى اليوم.

علاقته بـ عبد الحليم حافظ

علاقة رياض السنباطي وعبد الحليم حافظ كانت مزيجًا من الاحترام الفني والتعاون المحدود، حيث لم تكن بينهما شراكة فنية كبيرة مقارنة بعلاقة السنباطي مع أم كلثوم. عبد الحليم كان ينتمي لجيل مختلف وأكثر حداثة من الموسيقى العربية، بينما كان السنباطي رائدًا في تقديم الألحان الكلاسيكية الطربية، مما جعل أساليبهما الموسيقية تتباين بشكل كبير.

التعاون الفني الوحيد

رغم هذا التباين، تعاون السنباطي مع عبد الحليم حافظ في أغنية رسالة من تحت الماء، وهي قصيدة رائعة للشاعر نزار قباني. الأغنية شكلت نقلة نوعية في تجربة عبد الحليم، حيث امتزجت فيها كلمات نزار العميقة مع ألحان السنباطي الطربية، مما أضاف للأغنية بعدًا كلاسيكيًا جديدًا. هذا التعاون، رغم كونه الوحيد، يُعد شهادة على قدرة السنباطي على التكيف مع أصوات الجيل الجديد.

إسهاماته الموسيقية

تميزت ألحانه بالعمق والإبداع، حيث جمع بين الأصالة العربية والتجديد الموسيقي. لم تقتصر أعماله على أم كلثوم فقط، بل لحن لنجوم آخرين مثل عبد الحليم حافظ، فيروز، ووردة الجزائرية، كما قدم العديد من المقطوعات الموسيقية الخالصة التي أثرت المكتبة الموسيقية العربية.

جوائز وتكريمات

حصل رياض السنباطي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعطائه الفني، من بينها:

جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1964.

وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

تكريمه في العديد من المحافل الموسيقية العربية والدولية.

الإرث الموسيقي

رياض السنباطي

وفاة رياض السنباطي

توفي رياض السنباطي في 10 سبتمبر 1981، لكن إرثه الموسيقي لا يزال حيًا. ألحانه تعكس عبقرية موسيقية نادرة وقدرة على المزج بين التراث والتجديد. في ذكرى ميلاده، يحتفي عشاق الموسيقى العربية بذكراه، ويعيدون الاستماع إلى إبداعاته التي خلدت اسمه في تاريخ الفن.