قتلت من أشعلها .. حكاية ٥ شباب جمعتهم لقمة العيش وأنهت حياتهم النار
دقت الساعة السادسة صباحا، قام الجميع من نومهم مسرعين لبدء العمل في المعمار وكتابة سطور المشقة والتعب من أجل لقمة العيش، لم يشغلهم البرد القارص، والإرهاق المستمر في العمل، بل كل ما يشغل بالهم هو الحصول على القوت الحلال.
في إحدى الشقق السكنية بالعمائر التي ما زالت قيد التجهيز والإنشاء في مدينة السادس من أكتوبر، كان خمس شباب يقطنون في إحدى الغرف الصغيرة، يفترشون الأرض ويغلقون النوافذ ببعض الاقمشة، ويشعلون النيران في بعض "الأخشاب" لتهون عليهم شدة البرد.
ولكن في بعض الأحيان تنقلب الأحوال رأسا على عقب، حيث كان القدر قد كتب السطور النهائية لهؤلاء الشباب، إذ تحولت النيران من لهيب يدفئ الأجواء، إلى أداة قابضة للأرواح، حيث تمكنت أجهزة الأمن بالجيزة من كشف غموض العثور على جثث 5 عمال داخل شقة سكنية تحت الإنشاء، وتبين أنهم عمال بمشروع تحت الإنشاء بمدينة 6 أكتوبر، ومساء أمس الخميس أشعلوا "أخشاب" لتدفئتهم داخل إحدي غرف شقة تحت التشطيب بالمشروع، بعد إغلاق نوافذها جيدا.
التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، أكدت أن الغرفة مساحتها لم تتجاوز الـ10 أمتار، موضحة إلى أن إغلاق نوافذ الغرفة، وإشعال النيران داخلها، تسبب في مصرعهم إثر تعرضهم للاختناق.
وتلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطار من العميد طه فوده رئيس قطاع اكتوبر، بورود بلاغا للرائد هاني عماد رئيس مباحث قسم شرطة ثالث اكتوبر، من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثث 5 عمال داخل مشروع تحت الإنشاء بنطاق القسم.
على الفور وجه اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالقطاع، بانتقال قوة أمنية لمكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها، وانتقلت قوة أمنية برئاسة العقيد فوزي عامر مفتش مباحث اكتوبر، والرائد محمد غريب معاون مباحث القسم، وبالفحص والمعاينة تبين أن العمال المعثور على جثثهم، يعملوا بالمشروع مكان البلاغ، ولقيوا مصرعه إثر الإختناق، كما تبين عدم وجود شبهة جنائية حول وفاتهم، وأخطر مدير أمن الجيزة بالواقعة والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات.