قصص أغاني رمضان.. «أهو جه يا ولاد» الأغنية الرمضانية التي صنعت شهرة الثلاثي المرح

مع قدوم شهر رمضان، تتردد في الأجواء أصوات مألوفة تبعث البهجة في النفوس، ومن بين تلك الأغاني التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالشهر الكريم، تظل 'أهو جه يا ولاد' واحدة من أكثر الأغنيات الرمضانية حضورًا، بأدائها المرح وكلماتها الخفيفة التي أدخلت الفرح إلى القلوب منذ عام 1959.

لكن خلف هذه الأغنية الشهيرة، تكمن حكاية مميزة، صنعها بالصدفة ثلاثة أصوات نسائية لا يزال الغموض يحيط بمظاهرهن حتى اليوم، وهن 'الثلاثي المرح'.

كيف وُلدت أغنية "أهو جه يا ولاد"؟

يروي الإعلامي الراحل وجدي الحكيم أن قصة الأغنية بدأت عندما عرضت كاتبتها نبيلة قنديل، زوجة الملحن علي إسماعيل، كلماتها على لجنة النصوص بالإذاعة، والتي أجازتها سريعًا نظرًا لخفة ظلها وتوافقها مع روح رمضان.

أوكلت الإذاعة تلحين الأغنية إلى علي إسماعيل، لكن المشرف على الإنتاج الموسيقي وقتها، الموسيقي محمد حسن الشجاعي، كان لديه رؤية مختلفة، حيث رأى أن الأغنية ستكتسب طابعًا أكثر تميزًا لو أداها فريق غنائي بدلًا من مطرب منفرد. ومن هنا، جاء اختيار الثلاثي المرح لأدائها، ليستغرق تسجيلها ساعتين فقط قبل أن تُبث لأول مرة عام 1959، محققة نجاحًا كبيرًا منذ لحظتها الأولى.

أغنية اهو جه يا ولاد

أجور متواضعة لنجاح ساحق

رغم النجاح الهائل الذي حققته الأغنية، فإن الأجور التي حصل عليها صُنّاعها لم تكن مرتفعة وفقًا لمعايير اليوم، فقد تقاضى الملحن علي إسماعيل 20 جنيهًا فقط مقابل تلحينها، بينما حصلت الفتيات الثلاث على 140 جنيهًا.

لكن تأثير الأغنية لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أصبحت مقدمة لميلاد العديد من الأغاني الرمضانية الأخرى التي أدتها الفرقة، مثل 'افرحوا يا ولاد'، 'سبحة رمضان'، و'افرحوا يا بنات'، والتي ساهمت في ترسيخ هوية موسيقية خاصة بشهر رمضان، ما جعلها جزءًا من التراث الموسيقي المصري.

صعود الثلاثي المرح إلى القمة

بفضل هذه الأغنية وغيرها، تحول الثلاثي المرح إلى أحد أشهر الفرق الغنائية في مصر، وكن فقرة ثابتة في جميع الحفلات الكبرى، وسافرن إلى العديد من الدول العربية لإحياء العروض، بل وصل بهن النجاح إلى الوقوف والغناء أمام الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان من المعجبين بفنهن.

لكن رحلة الثلاثي لم تدم طويلًا، حيث استمرت سبع سنوات فقط، قبل أن تبدأ الفرقة في التفكك، عندما تزوجت سهام من الملحن أحمد فؤاد حسن وقررت الاعتزال.

أغنية اهو جه يا ولاد

حاولت سناء وصفاء الاستمرار واستبدالها بمطربة أخرى، لكن الأمر لم ينجح، ومع زواجهما، توقفت الفرقة تمامًا، لتنتهي حقبة فنية مهمة لم تتكرر حتى اليوم.

إرث لا يُنسى

ورغم مرور عقود على اختفائهن عن الساحة الفنية، إلا أن أغاني الثلاثي المرح، وعلى رأسها 'أهو جه يا ولاد'، لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، ويعاد بثها كل عام مع حلول شهر رمضان، وكأن الزمن لم يمضِ بها، لتظل واحدة من أكثر الأغاني ارتباطًا بأجواء الشهر الكريم، وذكرى جميلة من زمن الفن الجميل.