"كان لازم أرد على اسمها".. والدة فرح تحقق أمنيتها بحضور حفل تخرج ابنتها بعد وفاتها

لم تتمالك الأم دموعها وهي تجلس بين زملاء ابنتها الراحلة "فرح" داخل قاعة حفل التخرج. كانت تعرف أن لحظة المناداة على اسمها ستأتي، ولم تقبل أن يمر الاسم بلا رد، فقررت أن تذهب بنفسها لترتدي زيّ التخرج وتحقق لابنتها ما حرمتها منه الأيام.

تقول الأم بصوت يملؤه الحزن: "قولت لابني والنبي نفسي أروح أحضر حفل تخرج أختك، مكنش راضي في الأول وبعدين قالي حاضر يا ماما هروح.. مكنش ينفع اسمها يتنادى ومحدش يرد، كان لازم أروح"، لتتحول دموعها إلى مشهد أبكى الحاضرين.

وسط التصفيق والدعوات، جلست الأم تحمل ذكرى ابنتها الغالية، وتستعيد ملامحها في وجوه أصدقائها: "كانت بتحب الناس وغلبانة.. ومحدش من اللي بيحبوها سابني، كل يوم كانوا معايا وكل ما أمشي في الشارع بيدعولها.. والله كانت جميلة وطيبة وغلبانة، كل اللي في الحفلة دعوا لها".

فرح التي رحلت قبل أيام قليلة، كانت تحلم كغيرها من الفتيات بمستقبل بسيط: وظيفة تستقر فيها، وزواج يؤسس لها حياة هادئة، لكن القدر لم يمهلها. وبرغم الغياب، عاشت روحها بين زملائها في قاعة التخرج، واستحقت أن ينادى اسمها، وأن يكون هناك قلب يجيب: "موجودة".