كواليس المشادة الكلامية بين عمر خضر ومحمد عبدالله في مباراة مصر وتشيلي

في واحدة من أكثر اللحظات إثارةً وجدلًا في بطولة كأس العالم للشباب، لم يكن هدف الفوز لمنتخب مصر تحت 20 عامًا على تشيلي هو محور الحديث وحده، بل سبقه مشهد درامي داخل المستطيل الأخضر، حيث نشبت مشادة كلامية بين لاعبين من صفوف المنتخب حول من ينفذ الركلة الحرة الحاسمة. الحدث الذي وقع في اللحظات الأخيرة من المباراة، أعاد تسليط الضوء على الانضباط التكتيكي داخل المنتخبات، وأثار تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار تحت الضغط، وتحديد الأدوار في المواقف الحرجة.

مشادة على التنفيذ قبل هدف الفوز

شهدت الدقائق الأخيرة من مباراة منتخب مصر تحت 20 عامًا أمام نظيره التشيلي، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في كأس العالم للشباب، واقعة مثيرة للجدل بين لاعبي المنتخب الوطني. ففي الوقت المحتسب بدل الضائع، حصل المنتخب المصري على ركلة حرة مباشرة، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. وعلى الرغم من أن عمر خضر كان قد تجهز لتنفيذ الركلة، إلا أن زميليه محمد عبدالله ومحمد السيد تدخلا بشكل مفاجئ، واعترضا على تنفيذه لها، وقاما بالحصول على الكرة في محاولة لتولي المهمة بأنفسهم.

الواقعة تطورت إلى مشادة كلامية واضحة بين اللاعبين الثلاثة، في مشهد التقطته كاميرات النقل التلفزيوني، وأثار تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم التوتر الظاهر، جاء التدخل الحاسم من الجهاز الفني للمنتخب، حيث طالب المدير الفني أسامة نبيه، بشكل مباشر، بأن يتولى عمر خضر تنفيذ الركلة، منهياً بذلك الجدل داخل أرض الملعب.

بالفعل، تولى عمر خضر تنفيذ الركلة الحرة، واستطاع أن يسكنها الشباك ببراعة، مُسجّلًا هدف الفوز القاتل الذي منح المنتخب المصري ثلاث نقاط ثمينة، أنهى بها دور المجموعات بنتيجة 2-1 لصالح الفراعنة الصغار. الهدف جاء في توقيت حاسم، لينقل منتخب مصر إلى الدور التالي من البطولة ويكتب نهاية درامية لمباراة كانت حافلة بالإثارة والندية.

عقب الهدف، توجه عمر خضر للاحتفال مع زملائه، لكن اللافت كان انضمام محمد عبدالله إلى الاحتفال بطريقة غير معتادة؛ حيث قام بوضع يده فوق رأس عمر خضر على هيئة 'تاج'، في إشارة إلى تتويجه ملكًا للحظة. حركة أثارت الجدل مجددًا، وفسرها البعض بأنها محاولة لتخفيف التوتر الذي سبق تسجيل الهدف، فيما رأى فيها آخرون اعترافًا بأحقية خضر في تنفيذ الركلة منذ البداية.

الحادثة التي وقعت في توقيت حساس أثارت تساؤلات حول مدى وضوح الأدوار داخل المنتخب، لا سيما في اللحظات التي تتطلب الحسم والانضباط التكتيكي. كما فتحت باب النقاش حول مدى قدرة اللاعبين الشباب على التحكم في أعصابهم، والتصرف وفق التعليمات الفنية، خاصة في البطولات الكبرى التي لا تحتمل مثل هذه التوترات.

ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الجهاز الفني سيتخذ إجراءات انضباطية أو تربوية تجاه الواقعة، أم سيكتفي باعتبارها جزءًا من الحماس الزائد بين اللاعبين الشباب في مباراة مصيرية.