لحظة مؤثرة.. وفاة محفظ قرآن يمني أثناء حلقة تلاوة داخل المسجد
في هدوءٍ يليق ببيوت الله، جلس الشيخ اليمني محفظ القرآن تحيط به وجوهٌ صغيرة، عيونها معلقة بشفتيه وهو يردد الآيات بصوتٍ خاشع اعتادوه كل يوم. لم يكن يعلم أحد أن هذه الجلسة ستكون الأخيرة، ولا أن الكاميرا ستتحول من شاهدٍ على حلقة تلاوة إلى شاهدٍ على وداعٍ مهيب.
كان الشيخ يُنصت لتلميذٍ يراجع حفظه، يصحح له برفق، ويبتسم كلما أحسن النطق، وكأن قلبه مطمئن أنه أدى الأمانة. فجأة، خفت صوته، مالت رأسه قليلًا، وسكن الجسد الذي طالما تحرك بالقرآن. لحظات صمت ثقيل خيمت على المكان، قبل أن يدرك الأطفال أن معلمهم لم يعد يجيب.
ارتبك الصغار، بعضهم اقترب يهزه برفق، وآخرون تجمدوا في أماكنهم، بينما بقي المصحف مفتوحًا أمام الشيخ، وكأن الآيات اختارته ليرحل وهو بين حروفها. لم يكن المشهد قاسيًا بقدر ما كان مهيبًا؛ وفاة بلا ضجيج، بلا صراخ، فقط نهاية هادئة لرجل عاش ومات مع القرآن.
انتشر المقطع سريعًا، لكن تأثيره لم يكن في لحظة السقوط، بل في ما سبقها: معلم يؤدي رسالته حتى آخر نَفَس، وطلاب سيكبرون وهم يتذكرون أن شيخهم علّمهم الحروف، وعلّمهم قبلها معنى الإخلاص.
رحل المحفظ، وبقي أثره، وبقي صوته في صدور تلاميذه، وبقيت رسالة صامتة تقول: هنيئًا لمن كان آخر عهده بالدنيا آية من كتاب الله.
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض