مؤتمر مهرجان الموسيقى العربية يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى

في عصرٍ يشهد ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي، لاسيما في مجال الموسيقى، فبعد أن كانت الألحان تُصاغ بالوجدان والإحساس، باتت التقنيات الحديثة تشارك في صناعة الإيقاع وتوزيع الألحان وتحليل الصوت، ما فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول مستقبل الموسيقى العربية وهويتها في ظل التحول الرقمي.
ومن هذا المنطلق، اختارت دار الأوبرا المصرية أن يكون من صمن موضوعات مؤتمر الموسيقى العربية في دورته الـ33 هو «الموسيقى العربية في ظل التحول الرقمي.. آفاق وتحديات»، ليشكل مساحة فكرية وثقافية تجمع كبار الباحثين والمبدعين لبحث مستقبل هذا الفن الأصيل في عالم تتبدل فيه المفاهيم الموسيقية بسرعة.
مؤتمر الموسيقى العربية يناقش أثر التحول الرقمي على الإبداع الفني
انطلق منذ قليل المؤتمر الصحفي الخاص بالكشف عن تفاصيل فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته الثالثة والثلاثين، وذلك بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.
ويناقش المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان عدة محاور أساسية حول مستقبل الموسيقى العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، وتحديات الإنتاج الموسيقي العربي في ظل الثورة الرقمية، إضافة إلى الجلسات المتخصصة التي تتناول التعليم الموسيقي في زمن التكنولوجيا، والرؤى التوثيقية للموسيقى العربية منذ مؤتمر القاهرة التاريخي عام 1932 وحتى اليوم.
يشارك في المؤتمر 40 باحثًا من 14 دولة عربية وأجنبية تشمل: مصر، الأردن، تونس، فلسطين، الكويت، لبنان، أمريكا، السعودية، السويد، البحرين، السودان، العراق، اليمن، المغرب، ليجسد الحدث تواصل الأجيال وتلاقح الثقافات الموسيقية على أرض القاهرة.
81 فنانًا في 41 حفلًا على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور
تقام فعاليات المهرجان خلال الفترة من 16 حتى 25 أكتوبر المقبل، على مدى 10 أيام متتالية، وتشمل 41 حفلاً غنائيًا وموسيقيًا على مسارح الأوبرا المختلفة في القاهرة (النافورة – الصغير – معهد الموسيقى العربية – الجمهورية)، إلى جانب مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية) وأوبرا دمنهور.
ويشارك في الحفلات 81 فنانًا من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، من بينهم:
آمال ماهر، مدحت صالح، هاني شاكر، صابر الرباعي (تونس)، وائل جسار (لبنان)، عمر خيرت، مي فاروق، محمد الحلو، علي الحجار، ريهام عبد الحكيم، مروة ناجي، سوما، فؤاد زبادي (المغرب)، نادية مصطفى، سهيلة بهجت، رحاب مطاوع، أحمد عفت، حنان عصام، نهى حافظ، محمود عبد الحميد، عبير أمين، أحمد محسن، ومحمد الطوخي، وغيرهم من الأصوات الشابة التي تمثل جيلًا جديدًا من المبدعين.
كما يشارك في قيادة الحفلات عدد من كبار المايستروهات المصريين والعرب الذين سيقودون 21 فرقة موسيقية، ليقدموا توليفة فنية ثرية تجمع بين الأصالة والتجديد في الأداء الموسيقي العربي.
«أم كلثوم».. سيدة الغناء العربي تتوج شخصية المهرجان
احتفاءً بمرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، اختارت إدارة المهرجان أن تكون شخصية الدورة الـ33 تخليدًا لمسيرتها الفنية التي تركت بصمة خالدة في وجدان الشعوب العربية.
وسيُعرض خلال حفل الافتتاح فيلم وثائقي خاص يوثق رحلة سيدة الغناء العربي، من إخراج سامر ماضي، يعقبه حفل ضخم تحييه النجمة آمال ماهر بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو تامر فيضي، ليُعيد الجمهور إلى أجواء الطرب الأصيل التي شكلت هوية الموسيقى العربية لعقود طويلة.
تكريم رموز الإبداع العربي ضمن فعاليات الافتتاح
ويتضمن حفل الافتتاح تكريم 11 شخصية فنية عربية ساهمت في إثراء المشهد الموسيقي والغنائي، تقديرًا لعطائهم ومسيرتهم الحافلة.
ومن بين المكرمين: الدكتور هشام شرف (الأردن)، اسم الفنانة نعيمة سميح (المغرب)، اسم الشاعر الهادي آدم (السودان)، الفنان إبراهيم فتحي، الدكتورة شيرين عبد اللطيف، المايسترو حسن فكري، الشاعر وائل هلال، الملحن خالد عز، والفنانان الكبيران محمد الحلو وآمال ماهر.
معرضا خط عربي وفنون تشكيلية ضمن الفعاليات المصاحبة
تتضمن فعاليات المهرجان أيضًا معرضًا لفنون الخط العربي للفنان يسري المملوك، يقام بقاعة صلاح طاهر في الفترة من 16 حتى 25 أكتوبر، إضافة إلى معرض شباب الخطاطين بقاعة زياد بكير من 19 حتى 22 أكتوبر، في تأكيد على التكامل بين الفنون السمعية والبصرية في صناعة المشهد الثقافي المصري.