متحدث الخارجية الأمريكية: مصر حققت تقدما في تحول الطاقة.. وندعم جهودها في العمل المناخي

قال ساميويل وربيرج، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده تدعم بشدة جهود مصر الأساسية في مجال العمل المناخي ونتطلع إلى نجاح مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، مشيرًا إلى أن حرص الرئيس الأمريكي جو بايدن على المشاركة في Cop27 يعكس مدى اهتمام هذه الإدارة بملف تغير المناخ لما له من انعكاسات كبيرة ليس فقط على الداخل الأمريكي ولكن على العالم أجمع.

وأضاف وربيرج، في حوار أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال مشاركته في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، أن الولايات المتحدة تقدر قيام مصر بدور قيادي من خلال استضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ cop27 وتنظيمه لهذا العام، وبدون شك فإن استضافة مؤتمر دولي كبير ومهم مثل هذا، ستكون لها آثار إيجابية على مصر والمنطقة بشكل عام.

إشادات بجهود مصر في تحول الطاقة

ونوه بأن مصر أحرزت تقدما كبيرا بمجال تحول الطاقة على مدى السنوات القليلة الماضية من خلال استثمارات ضخمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أحرزت تقدما في التكيف المبتكر لموارد المياه لتلبية الاحتياجات الحضرية والزراعية، لافتا إلى أن شراكة مصر مع كيانات الأمم المتحدة في عدد من المبادرات ذات الصلة بعدة مجالات ذات أولوية، بما في ذلك مبادرات حول الزراعة (منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والنفايات (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) والمياه (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية)، أمر إيجابي جدا.

وأوضح أن هناك تعاونا كبيرا جدا بين الولايات المتحدة ومصر فيما يتعلق بالعمل المناخي، منوها بأن مصر هي إحدى الدول الموقعة على خطة العمل الدولية الخاصة بتغير المناخ من بين أكثر من 90 دولة، لذلك تعمل الولايات المتحدة مع مصر عن كثب في هذا الملف، مضيفا أنه خلال اجتماع الرئيس بايدن مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بقمة جدة في يوليو 2022، رحّب الرئيس بايدن بتقديم مصر لمساهماتها المحدثة المحددة وطنيا (NDC)، وأكّد الرئيسان دعم بلديهما للتعهد العالمي بشأن غاز الميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد لهذا التعهّد، الذي انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز كما جدّد الرئيسان تأكيدهما على الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر بشأن التكيف في إفريقيا، التي ستشارك الولايات المتحدة ومصر في قيادتها، والتي تركز على تقديم مبادرات ملموسة من شأنها تحسين حياة الناس والمساعدة في بناء المرونة في مواجهة تغير المناخ.

وأكد أنه من ضمن التحديات التي تواجه العمل المناخي بشكل عام وليس فقط خلال هذا المؤتمر، هو ضمان وفاء الدول والحكومات بالالتزامات التي تم تقديمها سابقا خاصة في قمة جلاسكو بدون أي تراجع، وينبغي أن يكون واضحا أن الأطراف ستظل ملتزمة بالسعي إلى الحد من الاحترار العالمي عند 1,5 درجة مئوية وبتسريع خفض الانبعاثات خلال هذا العقد الحاسم.

وأشار إلى أنه من ضمن التحديات الأخرى أيضاً ضمان وجود التمويل اللازم لهذا العمل، لذلك تقوم الولايات المتحدة بقيادة تمويل كبير لتسريع انتقال الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك شراكة مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير لنشر 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة.

وتابع: 'نعمل بجد لتشجيع المزيد من التكيف والمرونة مع تأثيرات المناخ التي بدأ الشعور بها بمختلف أنحاء العالم وهذا أمر مهم بشكل خاص بالنظر لإقامة هذه النسخة من المؤتمر في إفريقيا وتركيز تلك المنطقة على تأثيرات المناخ'، لافتا إلى أن الرئيس بايدن استعاد منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض قيادة الولايات المتحدة للمناخ على الساحة الدولية، وحشد جهودا غير مسبوقة لمعالجة أزمة المناخ في الولايات المتحدة، وتكثيف دبلوماسيتنا وقيادتنا المناخية بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري، ومع مقاربة من قبل الحكومة ككل، منوها بأن الرئيس بايدن وإدارته يتخذون في كل يوم إجراءات حاسمة لتقليل الانبعاثات بسرعة عبر كافة القطاعات.

اتفاق باريس للمناخ

ولفت إلى أن واشنطن تعمل في شرم الشيخ مع أكثر من 190 طرفا في اتفاق باريس للمناخ، في المفاوضات الرسمية الرامية لتعزيز التعاون الدولي بشأن خفض الانبعاثات والتكيف وتمويل المناخ وتطوير التكنولوجيا والخسائر والأضرار وأجزاء أخرى من اتفاق باريس وجدول أعمال ميثاق جلاسكو للمناخ، قائلا: 'إننا سنستفيد من المؤتمر أيضا لتقييم التقدم المحرز حتى الآن وتعبئة الحكومات والجهات الفاعلة من خارج المؤتمر لمضاعفة التزامنا بالنجاح في معالجة أزمة المناخ من خلال مجموعة من المبادرات والشراكات الملموسة.'.

وأكد أن الولايات المتحدة تتوجه إلى قمة شرم الشيخ وهي قادرة على إظهار سيرها على الطريق الصحيح نحو تحقيق هدفنا الطموح المتوافق مع هدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية والتزامها الكامل بالعمل مع كافة الدول لمعالجة أزمة المناخ، لافتا إلى قانون خفض التضخم الذي أقره الكونجرس ووقع عليه الرئيس جو بايدن وهو يمثل أهم تشريع مناخي في تاريخ الولايات المتحدة، ويضع الولايات المتحدة على المسار الصحيح نحو تحقيق هدف الرئيس بايدن الطموح المتمثل بخفض انبعاثات الولايات المتحدة في عام 2030، بنسبة 50% إلى 52% أقل من مستويات 2005، وهو ما يوضح أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها المناخية للسنوات القادمة.