مصطفى بكري: بيتنا الطيني في «قنا» حصني الأخير ومصدر الطمأنينة

كشف الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري عن زيارته الأخيرة إلى بلدته بمحافظة قنا، مؤكدًا أن العودة إلى البيت القديم حملت مشاعر مختلطة من الحنين والحزن، وأن كل زاوية في المكان أعادت إليه تفاصيل الذكريات التي شكلت ملامح حياته الأولى.
وقال مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد: الأسبوع الماضي كنت في زيارة إلى بلدي قنا، ومضيت إلى بيتنا الذي عشت فيه أجمل الأيام.. هنا كان مولدي، ومن هنا كنت أنطلق كل صباح إلى مدرستي الابتدائية، بلا حسابات أو توازنات معقدة، فقط طفل يحلم بعالم بسيط.
وأكد أن البيت لم يكن مجرد مأوى من طين اللبن، بل كان حصن الأمان والرحمة قبل الكلام، مضيفًا: في غرفتي البسيطة كنت أبني لنفسي عالمًا آخر، وكانت كلمات جدي عن مصر المحروسة تبهرني، وأحلم برؤية القاهرة الزجاجية والعتبة الخضراء، وحديقة الحيوان التي كنا نختم بها زياراتنا وكأنها رحلة وداع.
وأضاف بكري: ما زلت أشتاق للجميزة، وشجر النخيل، ولرائحة العيش الشمسي الذي كانت أمي تخبزه في حوش المنزل، ما زال وجه الفرن ومكانه باقيًا كأنه أثر من زمن مضى، وصوت أبي يجلجل في أرجاء البيت، وأحاديث أمي مع إخوتي الصغار تحفظها جدران الدار.
واختتم بكري حديثه: البيت هو القلب الذي كنت أخلعه على الأعتاب وأغادر، هو الوطن الذي يسكنني، مهما تعددت السنوات والمنازل، لافتًا إلى أن الدموع التي انهمرت عند مغادرته لم تكن ضعفًا، بل غسلاً للألم كي لا يثقل الروح، الأصل هناك، حيث عشت وحققت طموحي ورسمت ملامح مستقبلي.. بيتي هو حصني الأخير ووطني الصغير.