من الذاكرة| حسن فايق يكشف سر اتقانه الكوميديا: لم ألجأ للنكتة فقط

تحل الذكرى الـ 125 على ميلاد الفنان الكوميديان حسن فايق الذي ولد يوم 7 يناير 1898، في مدينة الإسكندرية.

لا يعلم الجمهور أن الفنان حسن فايق كان يرى للكوميديا منظورًا خاصًة، ذكره في أحد اللقاءات الصحفية النادرة التي أجريت معه.

حسن فايق والكوميديا

قال حسن فايق في حوار قديم: «لقد عرفت في حياتي بعض ممثلين يتصورون في أنفسهم البراعة في الكوميديا، فحشروا أنفسهم في الميدان، وكانت النتيجة أن المتفرجين سخروا منهم، وقابلوهم بالتصفير'.

حسن فايق حسن فايق

وتابع: 'أنا عندما أريد أن أسعدكم لا الجأ إلى النكتة فقط بل ألجأ إلى الحركة والتعبير، فأنتم تضحكون من المآزق التي يقع فيها الناس بسبب غباوتهم، كما تضحكون أحيانا من بلايا البشر ومصائبهم وشر البلية ما يضحك'.

واستكمل حسن فايق حديثه، وقال: 'أنا كممثل يجب أن امتزج بأرواح هذه الشخصيات وعقلياتها، وأندمج بكل أعصابي ومشاعري في المواقف الكوميدية التي أمثلها حتى أعرف كيف أجعلكم تنسون أنفسكم وتغرقون في أمواج الفكاهة والفرفشة، وقد اعتدنا نحن الكوميديين أن نستخرج مواضيعنا وحوارنا من مخاليق الله العجيبة، والمشاهد التي نراها حولنا أو نسمع بها، فنحن نأخذ منكم ونعطيكم'.

حسن فايق حسن فايق

موقف كوميدي تعرض له حسن فايق

وأضاف: 'أذكر من ذلك اننى عندما كنت صاحب فرقة، قابلني صديق محام كان مشهورا بتشتت أفكاره وشدة نسيانه.. وأخذ يحادثني قليلا ثم قال أوه متأسف لقد بلغني حدوث مرض في بيتكم ووفاة أحدكم يا ترى مين اللي مات منكم؟ أنت وألا أبوك ولا، فأجبته ضاحكًا دي مسألة فيها نظر ياميتر، وكان أن جعلت من هذا الحوار العجيب فكاهة في إحدى رواياتي'.

واختتم حسن فايق كلامه، وقال: 'لعل من أعجب ما لاحظته أن المتفرجين يضحكون على في السينما عندما أضحك و أشهق، وعندما أتظاهر بمظهر العظماء أو الأغبياء والبلهاء، وعندما أحب وأتألم في حبي ، وعندما أصاب بكارثة، والأغرب من هذا أنني لاحظت أن كثيرًا من الناس لا يتمالكون أنفسهم من الضحك عندما يرونني في الطريق ويتطلعون إلى بسرور ظاهر وعلى أفواههم ابتسامة عريضة، فكأنني قد تحولت في السينما وفى الحياة إلى مادة تستوجب الضحك، ولم أعد أنسانا له مشاعره و آلامه وكوارثه؟ فهل ترونني أصبحت مسخرة بشرية ؟! لست ادري'.