من الذهب إلى الأواني.. نساء غزة يبعن أحلامهن في سوق الحاجة حتى لا يجوع الأطفال

جلست أم طارق في ركن متواضع من أحد مخيمات النزوح في رفح، تتفقد بقايا ما تبقى من مصاغها، ولم يكن ذهبًا فقط، بل كانت ذكريات أعراس، وقطعًا أهدتها لها أمها، وأساور منقوشة بأسماء أولادها، كلها الآن على طاولة البيع مقابل كيس طحين أو حفنة من السكر.
تقول أم طارق، التي فقدت منزلها وزوجها عمله في المنجرة: «لم يعد لدي ما أقدمه لأطفالي سوى ذكرياتي، واليوم أبيعها لأشتري لهم خبزًا'. وفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية.
أصبحت النساء في غزة يقايضن الذهب بالأمل، والثياب بالطعام، وحتى أدوات المطبخ صارت تُعرض للبيع في سوق الفقر، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وتوقف كل سبل الحياة.
وجدت أم ميساء نفسها بين حصار العدو وحصار الجوع فبدأت في ملابسها التي اشترتها مع بداية العدوان: «خرجت من بيتي تحت القصف، ولم أكن أتصور أنني سأبيع ثوبي الوحيد كي أطعم أطفالي».
وأغلقت أبواب الحصار على الفقراء، ومنعت المساعدات التي كانت ملاذًا للفقراء، والأسواق فرغت من الأساسيات، حيث وصل سعر كيس الطحين إلى 600 شيقل (160 دولارًا)، وكيلو السكر إلى 50 شيقلًا (13 دولارًا).
يقول تاجر الذهب عصام الشاعر إن النساء تقفن في طوابير لبيع مصاغهن: «السوق في حالة نادرة، 80% من الزبائن يأتون للبيع، وقلة قليلة تشتري والذهب فقد بريقه أمام الجوع».
وارتفع سعر الجرام بسبب الحرب إلى أكثر من 67 دينارًا، مع انخفاض الطلب، ما جعل التجار يحجمون عن الشراء إلا عند الضرورة القصوى.