من المرج إلى الجيزة.. كيف تحولت وجبة سريعة إلى "لعنة قاتلة"؟

لم يتخيل والد الطفل صاحب الـ13 عامًا أن عودة نجله من صلاة العشاء ستنتهي بصرخات ممزقة هزت أركان البيت. دقائق قليلة بعد أن تناول ثلاثة أكياس من "النودلز" الخام، حتى بدأ يتلوى من الألم، يضع يده على بطنه ويصرخ بحرقة.

الأب المكلوم يروي عبر صفحته: "ابني صلى العشاء مع شيخه ورجع البيت، أكل نودلز، وبعد نص ساعة بدأ يصرخ. وديناه المستشفى قالوا التهاب في جدار المعدة، وبعدها حالته ساءت بسرعة، نقلناه مركز السموم، وهناك وهو على الترولي فجأة سكن جسده وفارق الحياة"، قبل أن يستلمه صباح اليوم التالي جثة من مشرحة زينهم.

الأب أطلق صرخة تحذير إلى كل الأسر: "انتبهوا لأولادكم.. أطعمتهم مش لعبة".

لكن المأساة لم تتوقف عند المرج. قبل أيام فقط، كان منزل آخر في المنيرة الغربية بالجيزة يعيش فاجعة مشابهة. أسرة كاملة اجتمعت على وجبة "نودلز"، لتسقط سيدة مسنة جثة هامدة، ويلحق بها 8 من أفراد العائلة إلى المستشفى مصابين بقيء شديد ومغص معوي.

في منزلها الصغير كانت السيدة الستينية تعد الطعام لأبنائها وأحفادها. دقائق من البهجة واللمة تحولت إلى فوضى وصراخ، أطفال يتلوون من الألم، رجال يهرولون بحثًا عن نجدة، وسيارة إسعاف تقطع الظلام بأصوات صفاراتها، لتحمل الضحايا إلى المستشفى، فيما تبقى الأم جثة هامدة على الأرض.

التحريات كشفت أن المنتج المتداول سليم، لكن علامات الاستفهام ما زالت تحيط بهذه الوجبات السريعة التي أصبحت حاضرة في بيوت المصريين. النيابة تواصل التحقيقات، والأجهزة الأمنية تستمع لأقوال الشهود.