نسوه في السيارة.. تفاصيل وفاة طفل بسبب نقص الأكسجين في الأميرية

قال العيد كلمته في حي الأميرية بالقاهرة، لكنه لم يكن عيدًا سعيدًا للجميع ففي اللحظة التي انشغل فيها الناس بالتهاني والأضاحي، دوت صرخة ألم لن تُنسى، حين رحل الطفل "علي عبدالرحيم"، ابن الثلاث سنوات، ضحية إهمال مؤلم أودى بحياته داخل سيارة مغلقة.
بدأت القصة صباح أول أيام عيد الأضحى، وتحديدًا قبيل صلاة الجمعة، حين استعدت الأسرة للخروج واصطحبت علي، كعادته، في السيارة.
قالت الأم لنفسها إن الطفل معها وتحت نظرها، وقال الأب إن دقائق قليلة لن تُحدث فرقًا لكن تلك الدقائق القليلة تحولت إلى فاجعة لا تُمحى.
مرت الساعات دون أن ينتبه أحد إلى غياب علي، وقالت الأسرة إن الصغير ربما تاه بين الزحام أو تبع أحد المارة، فانطلقت في رحلة بحث محمومة، نشرت صور الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوسلت أي معلومة قد تقود إليه، لكن الجواب لم يأتِ من الشارع... بل من السيارة نفسها.
عاد أحد أفراد الأسرة إلى السيارة فتح الباب الخلفي، وقال الزمن كلمته الأخيرة، علي ممدد بلا حراك، قد لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة الاختناق داخل السيارة المغلقة تحت حرارة الشمس. اختنق الصغير بصمت، ولم يسمعه أحد.
أسرعت الأسرة بطلب سيارة إسعاف، وقال الطاقم الطبي إنهم وصلوا خلال دقائق، لكن "علي" كان قد غادر العالم بصمت، تاركًا خلفه أمًا منهارة وأبًا مذهولًا، وعيدًا تحوّل إلى مأتم.
أشعلت القصة مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر آلاف المتابعين عن حزنهم وغضبهم، مطالبين بتوعية أوسع حول مخاطر نسيان الأطفال في السيارات، وسائلاً كثيرون: متى سنتعلّم من هذه المآسي المتكررة؟
وتلقى قسم شرطة الأميرية بلاغًا بالواقعة، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى الموقع.
قال التقرير الأمني إن الطفل توفي اختناقًا بسبب نقص الأكسجين داخل السيارة، وتم تحرير محضر رسمي، وبدأت التحقيقات في الحادث.