هل خدعتنا أهرامات الجيزة.. دراسة جديدة تكشف عن تصميم غير متوقع

لا تزال أهرامات الجيزة تجذب اهتمام العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم، الذين يسعون جاهدين لكشف أسرارها والتوصل إلى طريقة بنائها التي أحيطت بالغموض لقرون.

هل خدعتنا أهرامات الجيزة

وفي دراسة حديثة، أظهرت نتائج جديدة قد تغير المفهوم السائد حول شكل الأهرامات، حيث تم إثبات أنها لا تمتلك أربعة أوجه كما كان يُعتقد سابقًا، بل هي أكثر تعقيدًا.

دراسة جديدة تكشف عن تصميم غير متوقع

الباحث الياباني أكيو كاتو، من قسم الرياضيات والفيزياء في جامعة كاناحاوا اليابانية، أشار إلى أن أهرامات الجيزة الشهيرة تتكون من ثمانية أوجه بدلاً من أربعة.

وقد كشف الباحث أن السبب وراء هذا الشكل غير المألوف يكمن في خاصية 'التقعر' التي تتمتع بها الأهرامات.

شكل مقعر يظهر فقط من الأعلى

وفقًا للدراسة، يمكن رؤية الشكل الحقيقي للأهرامات فقط عند النظر إليها من الأعلى، حيث يتبين أنها ليست هرمًا بأربعة أوجه كما كان يعتقد معظم الناس، بل هي هرم ذو ثمانية أوجه. وكل وجه من أوجه الأهرامات يحتوي على خط مركزي ينزل من القمة إلى القاعدة، مع تقعر طفيف حيث يلتقي الجانبان في نقطة معينة، مما يجعل الشكل النهائي للأهرام غير تقليدي.

وأكد كاتو أن الهرم الأكبر، هرم خوفو، يمتلك خاصية مقعرة لافتة. فعند دراسة كل وجه من أوجهه، نجد أنه ينحني بشكل طفيف على طول الخط المركزي الممتد من القاعدة إلى القمة. هذا الانحناء يجعل هرم خوفو هرمًا ذا ثمانية أوجه بدلاً من الشكل الرباعي التقليدي.

استقرار الأهرامات ومقاومتها للعوامل الطبيعية

من جانب آخر، أوضح الباحث الياباني أن هذا التصميم المقعر قد تم اعتماده بهدف تعزيز استقرار الأهرامات وجعلها قادرة على تحمل قوى الطبيعة القاسية، مثل الزلازل والعواصف، على مر العصور. وبحسب كاتو، فإن وجود الأضلاع الثمانية كان له دور كبير في ضمان ثبات الأهرام ومقاومتها للظروف البيئية المتغيرة.

ورغم أن هذا التصور ليس جديدًا تمامًا، إذ تم طرحه في دراسات علمية في الأربعينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلا أن بعض المتخصصين في مصر قد عارضوا هذه النظريات في وقت سابق، مؤكدين أن الأهرامات هي هياكل ذات أربعة أوجه تقليدية. حيث يُعتبر أن قاعدة الهرم عبارة عن مضلع منتظم، بينما الأوجه الجانبية تشكل أربعة مثلثات.

تستمر أهرامات الجيزة في تحدي العلماء، حيث تفتح كل دراسة جديدة بابًا جديدًا لفهم أعمق حول كيفية بنائها وكيفية تحملها لآلاف السنين. ومع كل اكتشاف، تزداد الأسئلة والتكهنات حول الأسرار المخبأة في هذه المعالم التاريخية العظيمة، والتي تظل تمثل واحدة من أكبر عجائب العالم القديم.