وفاة غامضة تهز المنوفية والزوجه تطلب التحقيق.. البرلماني الذي ودّع العالم بخطاب من 8 صفحات

لم يطرق بابه أحد منذ أيام، ولم يسمع الجيران صوتًا خلف الجدران. داخل شقة هادئة في قلب تلا بالمنوفية، كان البرلماني السابق يختفي تدريجيًا عن أعين الناس، حتى توارى تمامًا.
حين اقترب أبناء عمومته من شقته، لم يرد. استعانوا بنجار، وكُسر الباب لتتكشف لهم واحدة من أكثر النهايات غرابة: جسده ملقى على الأرض، آثار جروح نافذة، و'مقوار معدني' إلى جواره، ورسالة طويلة من 8 صفحات، كُتبت بخط يد مرتعش، تشبه ما يتركه الراحلون.
وفي صباح العاشر من يونيو، بدأ القلق يتسلل إلى قلبَي ابني عمومته، بعد أن فشلت محاولات التواصل معه لساعات طويلة. كان الرجل معتادًا على الرد، وإن طال انتظاره. لكن في ذلك اليوم، كان الصمت غير مريح، وكان الباب مغلقًا أكثر مما ينبغي.
استعانا بنجّار من المنطقة، وكُسر الباب بصعوبة، لتكون المفاجأة بانتظارهما: جسد ممدد على الأرض، في منتصف الغرفة، وهدوء مريب يملأ المكان. لم تكن هناك آثار عنف، لا مقاومة، لا كسر في النوافذ أو الأبواب. كل شيء كان مرتبًا بدقة... ربما أكثر من اللازم.
وبجوار الجسد، وُجد 'مقوار معدني' — أداة صغيرة تُستخدم في إعداد الطعام — ملطخة ببقع دم، وجروح نافذة في جسده، لكنها، بحسب التقرير الأولي، 'لا تؤدي للوفاة بمفردها'.
وفي زاوية المكتب، وُجد خطابًا مكونًا من 8 صفحات، مكتوب بخط اليد، وبلغة وداعية حزينة. لم يقرأ أحد محتواه رسميًا، لكنه – وفقًا للتحريات – يشير إلى نية إنهاء الحياة.
عقاقير مضادة للاكتئاب
فتش رجال المباحث الشقة بعناية. لم يعثروا على شيء يثير الريبة، فكل متعلقاته الشخصية موجودة، أدويته مصفوفة بجوار السرير – أدوية مضادة للاكتئاب – وجهاز التليفون مغلق. أقوال أبناء عمومته دعّمت الرواية: 'كان بيعاني نفسيًا من فترة.. وبيعيش لوحده.. وبقينا حاسين إنه اتغير'.زوجته ترفض الرواية الرسمية
في زاوية أخرى من المشهد، ظهرت زوجته – التي انفصل عنها مؤخرًا – لتفتح بابًا جديدًا من التساؤلات. أبدت تشككها العميق في ملابسات الوفاة، وطالبت النيابة العامة بفتح تحقيق موسّع.رغم كل المؤشرات، تداولت بعض المواقع الإخبارية تصريحات على لسان زوجة الراحل، أبدت فيها تشككها في ملابسات الوفاة، وهو ما دفع النيابة العامة إلى التوسع في التحقيقات.
مع التحريات الأولية التي أجرتها مباحث المنوفية، تبين أن البرلماني السابق كان يعاني من اضطرابات نفسية ويتناول أدوية مضادة للاكتئاب، وقد عُثر على عبواتها داخل الشقة، إلى جانب الخطاب الذي وُصف بأنه 'برقية وداع'، يشير إلى نيّته إنهاء حياته.
مصادر أمنية أكدت أن الرجل كان يعيش بمفرده منذ فترة، ولا توجد أي مؤشرات على وجود شبهة جنائية مبدئيًا، كما أن جروحه – وفق المناظرة الأولية – بعضها لا يؤدي للوفاة بشكل مباشر.
وعقب عرض الجثمان على النيابة، قررت الأخيرة انتداب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية الكاملة، لكشف السبب الدقيق للوفاة، بينما تواصل أجهزة الأمن استكمال تحرياتها، في انتظار تقرير الطب الشرعي النهائي، الذي سيكون الفيصل في إغلاق الملف أو إعادة فتحه.