اعتراف بالحب في اللحظة الأخيرة.. تفاصيل رسالة مؤثرة من شهيد بـ حرب أكتوبر قبل العبور بساعات

تعود إلى الأذهان قصة إنسانية مؤثرة في ذكرى مرور 51 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، بطلها أحد شهداء العبور، الشهيد حسني، الذي ترك رسالة بخط يده لأخيه محمد قبل ساعات قليلة من انطلاق المعركة، كاشفًا فيها عن مشاعره الخفية ووداعه الأخير لعائلته.
حملت الرسالة التي كتبها الشهيد حسني يوم 5 أكتوبر 1973، أي قبل ساعات من العبور، كلمات وداع مؤثرة ورسائل حب وشوق لأسرته.
بدأ الشهيد رسالته بالبسملة، ثم توجه بالتحية إلى والده ووالدته وإخوته قائلاً:'في وقت ضيق جدًا كتبت لك هذا الخطاب، فأرجو ألا تحزن يا حبيبي لأن الأعمار بيد الله وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت'.
وكشف في خطابه عن ترتيب أوراقه القانونية، حيث أرسل شهادة الاستبقاء والتوكيل لصرف استحقاقاته وتعويضاته، داعيًا أخاه إلى الصبر وتحمل المسؤولية.
كتب الشهيد حسني ملحوظة سرية إلى أخيه كشف فيها عن حبه لفتاة لم يستطع التواصل معها بسبب الضغوط، طالبًا منه أن يبلغها سلامه وحبه بعد وفاته، وأن يبقى الأمر سرًا بينهما إلا إذا وافته المنية.
وأضاف: 'وأرجوا أن يظل هذا سر بيني وبينك، ولا تنشره إلا إذا جاء الأجل، وأرجوا أن تدعوا لنا بالنصر وأن يثبت الله اقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين وأن يجعل الجنة مثوايا ومثوي المؤمنين'.
ويروي صاحب القصة أن خاله زكريا أخبره أن الفتاة التي أحبها الشهيد حسني توفيت بعده بأشهر قليلة، كما أشار إلى وجود خطابات أخرى للشهيد ولزملائه الذين دفنوه في الصحراء، حيث كتبوا عن كيفية استشهاده ووضع علامة على قبره قبل مغادرتهم.
وأوضح أن الرسالة التي كتبها الشهيد بخط سريع مضطرب، مقارنة بخطه المنمق في الرسائل السابقة، عكست حالته النفسية وهو يكتبها وهو يدرك أن الموت قريب.
يعلق صاحب القصة قائلاً: 'هو بيطلب السماح من البعض، وبيوصل سلامه للبعض، وبيعترف بحب كان مخليه سر في قلبه لفترة طويلة، بلفظة (كنت أحب).. وكأنه معدش موجود علشان يحب'.واستشهد في نهاية القصة بعبارة الأديب أنطونيو بورشيا:'يعيش المرء على أمل أن يصبح ذكرى'.