الإتاوة مقابل الحماية.. القصة الكاملة لـ نهاية أسطورة صدام بسوق أبو دياب

على مدار سنوات طويلة، ظل اسم "صدام سوق أبو دياب" مرادفًا للرعب داخل قرية بدشنا بمحافظة قنا. شاب ثلاثيني لم يكن مجرد بلطجي عادي، بل امتداد لإرث من البلطجة بدأه والده وجده من قبله، قائم على فرض الإتاوات على الباعة الغرباء مقابل منحهم "الأمان" داخل السوق الأسبوعي للقرية.
فيديو يفضح المستور
مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهر صدام وهو يحمل سلاحًا آليًا، يطلق أعيرة نارية في الهواء لترويع الأهالي، ويأمر الباعة بالمغادرة إذا لم يدفعوا ما طلبه.
البداية: سوق تحت السيطرة
في صباحات السوق الأسبوعية، كان صدام محمد بسيوني النقر، البالغ من العمر 30 عامًا، يظهر حاملاً سلاحًا آليًا، يراقب الغرباء الذين يفدون للبيع والشراء. يطلب منهم مبالغ مالية شهرية كـ"رسوم أمان"، وهو عرف غير مكتوب رسّخه منذ سنوات والده وجده، واعتاد الجميع على دفعه لتجنب المشاكل.
ومع الوقت، أصبح صدام يفرض نفسه بالقوة، لا يكتفي بالمال فقط، بل يعزز صورته كـ"الحاكم" داخل السوق. مقاطع الفيديو التي تداولها الأهالي مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كشفت جانبًا من هذه السيطرة: رجل مدجج بالسلاح، يطلق الأعيرة النارية في الهواء لإرهاب من يعترض، ويأمر الباعة بالمغادرة إن لم يدفعوا.
شرارة النهاية
لكن نهاية الأسطورة لم تكن بعيدة. في آخر ظهور لصدام داخل سوق أبو دياب، اعترض أحد الشباب على أسلوبه، لتندلع مشادة كلامية تحولت إلى اشتباك، أطلق خلاله صدام رصاصًا في الهواء فوق رؤوس الحاضرين، معلنًا أن السوق "ملكه الخاص". سرعان ما تصاعدت الأحداث مع عودة بعض الأهالي مسلحين، لينشر الفيديو على نطاق واسع، وتصل القصة إلى مسامع الأجهزة الأمنية.
الملاحقة الأمنية
الأجهزة الأمنية لم تتأخر. وبالفحص تبيّن أن صدام عنصر إجرامي شديد الخطورة، سبق اتهامه والحكم عليه في قضايا عديدة، بينها "سلاح – سرقة بالإكراه – ضرب – إطلاق أعيرة نارية". جرى تحديد مكان اختبائه في منطقة جبلية بالظهير الصحراوي بدائرة مركز شرطة دشنا.
عند استهدافه، بادر صدام بإطلاق وابل من الرصاص تجاه القوات، لكن الرد كان حاسمًا. تبادل إطلاق النيران انتهى بمقتله، لتسدل الستار على صفحة طالما أرّقت الأهالي.
المضبوطات ونهاية الإرث
عُثر بحوزته على بندقية آلية وكمية من المواد المخدرة "حشيش – شابو"، لتكشف التحقيقات أن نشاطه لم يقتصر على الإتاوات والبلطجة فحسب، بل امتد إلى الاتجار في المخدرات.